كثيرة هى أسباب الحزن العميق، وكثيرة أيضا أسباب الخوف والقلق، على وطن يتلقى «فؤاده» كل هذه الطعنات، بلا رحمة أو هوادة، حتى وهو بين يدى الله، يصلى وتعانق جبهته وروحه، فى الكنائس والمساجد، ثرى الأرض التى توضأت وتطهرت، على مر العصور، بالدماء الذكية الشريفة. «يا بلادى يا أحلى البلاد يا بلادي»: نشيد الحب الكبير الملهم، فى كل الأوقات، الذى يجمع ويوحد، مثل نهر متدفق عذب، يسقى «الفؤاد الوطني»، فيكسبه تماسكا وصلابة، ويعطيه «مناعة» ضد الشيخوخة والانكسار. «غاب القمر يا ابن عمي»: رحلت «شادية» مصر، ولكن هل يموت القمر؟!: يقينا لا، يغيب فقط، ثم يعود يسطع من جديد، وهكذا «شادية»، يبقى نورها فنها يصدح فى القلب، ويرتقى به صوب كل المعانى الكبيرة والجميلة، خاصة المعنى العظيم: الوطن الذى تسرى فى روحه، أناشيد الرحلة الطويلة، بإسهاماتها فى تشكيل وتشييد، مساحة كبيرة من «الفؤاد»، بكل عبقريته وثرائه وقوته. «يا أم الصابرين»: لا خوف عليك أبدا من أفول، ولا غياب لك حتى النهاية، فلن يكف الوطن عن استدعاء أناشيدك، فى الحب والجمال والطيبة والصبر والبطولة، حين يريد «المدد»، لتبديد «ظلامية» الذين يريدون «مسخه» أو موته. «مصر اليوم فى عيد»: لا يا «فؤادة»، مصر ليست اليوم فى عيد، مصر حزينة على شهدائها، وحزينة عليك حزنا كبيرا. «مسافر» مسافر: وداعا يا «شادية» مصر، الرقيقة والجميلة والنبيلة. فى الختام.. تغنى «شادية» من كلمات الشاعر عبد الرحيم منصور: «قولوا لعين الشمس ما تحماشى أحسن حبيب القلب صابح ماشى» .. [email protected] لمزيد من مقالات محمد حسين;