لا خلاف على أن هناك أخطاء كثيرة يقترفها بعض رواد الفيس بوك، ولكن ينبغى ألا يكون هناك خلاف على أن له أيضاً مزايا متعددة، على الأقل فى إمكانيات التواصل بين البشر داخل المجتمع الواحد وعبر الكوكب بما لم يكن مسبوقاً قط، وفى الحساب الإجمالى فإن المزايا تتجاوز الأخطاء بكثير، ليس فقط من ناحية الحجم ولكن أيضاً فى الأثر، يكفى أن عرض الآراء والحوار حولها، وحتى التعليقات العابرة، صارت عنصراً أساسياً فى تشكيل جانب من الرأى العام فى قضايا مهمة. وهذا لا ينفى أن هناك من يثرثرون ويهزلون ويتجاوزون وينشرون أكاذيب وشائعات، بعضها بجهل وبعضها بغرض، كما أن منهم من هبط بلغة الحوار إلى درك غير مقبول..إلخ. هذا التداخل بين الأخطاء والمزايا يجعل المهمة صعبة أمام من يتصور أنه يمكنه بخبطة واحدة إعفاء الوطن والمواطنين من السلبيات، كما أن القضية صارت تهمّ الجميع، بعد أن صار الفيس بوك وسيلة يتعاطها الجميع، بل إنها أصبحت عند البعض من الروتين اليومى الذى تصونه الدساتير والقوانين والمواثيق الدولية، حتى إذا لم تَرِد المعانى مباشرة بصريح العبارة فيما تم وضعه قبل هذا الاختراع، كما بات من الصعوبة لدى هؤلاء أن يتقبلوا أن تحدث أى عرقلة فى هذه الممارسة بل إنهم يطالبون بالمزيد من التقنيات التى توفر خدمة أسرع وأكثر كفاءة. المشكلة موجودة فى العالم كله، والمواجهة تحكمها قواعد، أهمها الحرص على حماية حريات الفكر والرأى والتعبير، وفى نفس الوقت توفير ضمانات تحمى المجتمع والأفراد من السلبيات المشار إلى بعضها. ويمكن، فى حالتنا، ومع الأخبار المُتداوَلة عن العمل على التعامل مع الموضوع، أن يُهتَدّى بتجارب الدول الديمقراطية عندما أدرك دعاة الحريات هناك أن البعض على فيس بوك يتوهمون أنهم يتحركون فى فضاء حر يعفيهم من الالتزام بقواعد حماية الوطن والمواطنين، وقد استفادوا من خبراتهم السابقة مع الصحافة والتليفزيون، وجرى تطبيق حاسم للقانون، وعُوقِب البعض فى فرنسا وفى أمريكا، وفى غيرهما، على تطاوله على جيش بلاده الذى يخوض معارك ضد داعش. والمعلومات متاحة على الإنترنت لمن يهمه الاطلاع وإفادة الحوار العام فى مصر. [email protected] لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب