عبدالوهاب حامد : كان زيد بن حارثة من أحب الناس الي رسول الله صلي الله عليه وسلم, وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: بعث النبي صلي الله عليه وسلم بعثا وأمر عليهم أسامة بن زيد فطعن بعض الناس في امارته فقال النبي عليه السلام وأن تطعنوا في امارته فقد كنتم تطعنون في امارة أبيه من قبل. وايم الله ان كان لخليقا للإماءة, وان كان لمن أحب الناس الي من وان هذا لمن أحب الناس الي بعده وهو زيد بن حارثة مولي رسول الله صلي الله عليه وسلم أول ذكر من الموالي أسلم وصلي بعد علي بن اي طالب وكان ابوه حارثة قد جزع عليه جزعا شديدا, وبكي عليه حين فقده, ذلك ان أمه ذهبت تزور أهلها فاغارت عليهم خيل فأخذوه فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت خويلد, فرأه رسول الله عندها فاستوهبه منها فوهبته له, ثم قدم والده حارثة وعمه واخوه جميله عليه وهو عند رسول الله فترك له رسول الله حرية الاختيار بين ان يقيم عنده او ينطلق مع ابيه واخيه فقال: يارسول الله, والله ان يقيم عنده او ينطلق مع ابيه واخيه فقال: يارسول الله, والله لا أختار عليك أحدا فقال: بل أقيم عندك فتبناه رسول الله وذلك قبل أن يوصي اليه وكان يقال له زيد بن محمد, وكان رسول الله يحبه حبا شديدا فكان يقال له: حب رسول الله وكان هو خليقا وجديرا بهذا الحب للصفات الحسنة التي كانت فيه ولوفائه واخلاصه لرسول الله ظل زيد بن حارثة عند رسول الله صلي الله عليه وسلم حتي بعثه الله فصدقه وأسلم وصلي معه, وكان رسول الله يأخذه معه عندما يخرج للدعوة الي الله تعالي, وعندما خرج الرسول الي الطائف اخذه معه, وكان أهل الطائف قد أذوا رسول الله وأخرجوه ورجموه بالحجارة حتي أدموا كعبيه بعيبه, اعتقه رسول الله وزوجه مولاته ام ايمن واسمها بركة فولدت له اسامة بن زيد, فكان يقال له الحب بن الحب, ثم زوجه بابنة عمته زينب بنت جحش واخي بينه وبين عمه حمزة بن عبدالمطلب, واستعمله علي المدينة اكثر من مرة. قالت عائشة رضي الله عنه ما بعث رسول الله زين بن حارثة في جيش قط الا امره عليه ولو بقي بعده لاستخلفه فقد بعث رسول الله زيدا في عدة سرايا, وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنه رضي الله عنهما قال: أمر رسول الله في غزوة مؤته زيد بن حارثه فقال رسول الله: ان قتل زيد فجعفر, وان قتل جعفر فعبد الله بن رواحة. وقد نعي رسول الله صلي الله عليه وسلم هؤلاء الامراء الثلاثة وذرفت عيناه بالدموع فعن انسي رضي الله عنه ان النبي صلي الله عليه وسلم نعي زيدا وجعفر وابن رواحة للناس قبل ان يأتيهم خبرهم فقال: أخذ الراية زيد فاصيب, ثم أخذ جعفر فاصيب, ثم أخذ ابن رواحة فاصيب وعيناه تذرفان حتي أخذ الراية سيف من سيوف الله حتي فتح الله عليهم.