بلغت حرب الجواسيس المشتعلة بين بريطانياوروسيا مستوى جديدا، إثر إعلان وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف بدء بلاده إجراءات طرد دبلوماسيين بريطانيين ردا على قرار لندن الأخير باستبعاد دبلوماسيين روس، فيما توالى تأكيد العواصمالغربية دعمها لموقف بريطانيا فى مواجهتها المتصاعدة بعد محاولة اغتيال الجاسوس الروسى السابق سيرجى سكريبال. وأكد لافروف، فى تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الروسية «رايا»، أن قرار طرد الدبلوماسيين البريطانيين «قاطع» و «قريب»، مؤكدا أن اتهامات لندن لبلاده «غير مقبولة» وأن السلطات البريطانية ستكون أول من يعرف بشأن الرد الروسى المرتقب. وتأتى تصريحات لافروف بعد إعلان تيريزا ماى رئيسة الوزراء البريطانية سلسلة من الإجراءات العقابية على ما تراه بريطانيا أنه تورط لروسيا فى محاولة تسميم سكريبال وابنته بغاز أعصاب روسى الصنع «نوفيتشوك» بجنوب البلاد فى الرابع من مارس الحالى. وتضمنت الإجراءات البريطانية طرد حوالى 23 دبلوماسيا روسيا، فى أكبر عملية ترحيل دبلوماسى منذ الحرب البادرة، إلى جانب مقاطعة مونديال روسيا 2018، والكشف عن اعتزام لندن تخفيض مستويات استيراد الغاز الروسى. وفى توضيح أكبر لتفاصيل الموقف الروسي، وصف دميترى بيسكوف المتحدث باسم الكرملين الموقف البريطانى بأنه «غير مسئول» ويشكل «استفزازا»، خاصة مع غياب الأدلة على الاتهامات الموجهة لبلاده بالتورط فى قضية الجاسوس سكريبال. واتفقت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية مع بيسكوف، ووصفت مزاعم تريزا ماى ضد بلادها بأنها «جنون كامل». وأضافت أن المملكة المتحدة ترفض تقديم «معلومات واقعية» حول حادثة سكريبال أو مشاركة عينات من المادة المستخدمة فى محاولة التسميم بغرض التقصى والتحقيق. ورغم سيل التصريحات العنيفة، أكدت زاخاروفا أن روسيا لاتزال على استعداد للتعاون مع لندن لإجراء تحقيق مشترك وشامل، وإن اعترفت بأن بريطانيا متمسكة برفض هذا الاقتراح. وحول ردود الفعل الدولية، أبدت المتحدثة باسم الخارجية دهشتها إزاء توالى إبداء الدول تضمانا مع بريطانيا دون أن يكون لديها معلومات وافية حول القضية. وأضافت قائلة «أن حقيقة هذا الحادث يجرى التستر عليه». وعلى الجانب البريطاني، أكد بوريس جونسون وزير خارجية بريطانى أن محاولة اغتيال سكريبال مبادرة «لإخافة أى شخص يحاول مجابهة الرئيس الروسى بوتين». وأن الأدلة المتوفرة حول التورط الروسى «دامغة» خاصة وأن موسكو تعد الجهة الوحيدة التى يمكنها التوصل إلى المادة المستخدمة فى محاولة الاعتداء وفى إشارة على ما يمكن اعتباره «حملة تطهير» واستخدام لرؤوس الأموال الروسية، كما أكد جونسون أن بلاده بدأت فى استهداف رجال المال والأعمال الروس. وأكد فى تصريحات إعلامية أن وكالة الجريمة الوطنية ووحدة الجرائم الإقتصادية بدأت بالفعل تحقيقا بشأن عدد من الشخصيات الروسية، وإن لم يقدم معلومات وافية بهذا الشأن. وقال إن الرأى العام البريطانى يتطلع إلى مثول عناصر روسية فاسدة وترتبط بعلاقات مع الرئيس بوتين أمام العدالة. وحول مجريات التحقيقات الخاصة بقضية «سكريبال»، أوضح جونسون أنه سيتم إرسال عينات من غاز الأعصاب المستخدم فى محاولة الاغتيال إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وفيما يتعلق بالموقف الدولي، أعلنت الولاياتالمتحدة على لسان سفيرتها لدى الأممالمتحدة نيكى هالى أن واشنطن «تعتقد بمسئولية موسكو عن محاولة الاغتيال»، وأشارت خلال جلسة خاصة للمنظمة الدولية أن القضية تمثل «جريمة تستدعى التحرك من جانب مجلس الأمن». وفى السياق نفسه، تراجعت فرنسا عن ترددها بشأن إدانة الجانب الروسى فى الأزمة، حيث أعلن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون تأييده للموقف البريطانى بشأن قضية «سكريبال»،.