أحمد علي : القرآن الكريم هو حبل الله الممدود فمن تمسك به هدي ومن اعتصم به فاز, فمنزلته كمنزلة منزله وتعظيمه من تعظيم قائله, والأدب معه أدب مع الله. يقول الدكتور محمود رفعت- مدرس مساعد بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر فرع أسوان, حتي ينال المسلم محاسن القرآن لابد أن يلتزم في قراءته بقواعد وأداب حتي تكون التلاوة علي أتم وجه, منها: أن يكون المسلم طاهرا متطهرا, فقال تعالي( لايمسهإلا المطهرون) الواقعة79, ثم يتعهد المسلم بعد الوضوء فاه بالسواك حتي يتطيب لتلاوة القرآن وحتي يكون مستعدا للقرب من الملائكة التي تأتي لسماع القرآن, فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال النبي صلي الله عليه وسلم( إن العبد إذا تسوك ثم قام يصلي قام الملك خلفه فتسمع لقراءته فيدنو منه أو كلمة نحوها حتي يضع فاه علي فيه فما يخرج من فيه شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك فطهروا أفواهكم للقرآن), ثم ليكن القاريء واقعا علي هيئة الأدب والسكون إما قائما, إما جالسا مستقبلا للقبلة مطرقا رأسه غير متربع ولا متكيء ولا جالس علي هيئة التكبر, وعلي القاريء أن يتدبر أيات الله عند قراءتها ويتفكر في معانيها ومراميها وغاياتها وهذا هو من أسمي أهداف قراءة القرآن فقال تعالي( أفلايتدبرونالقرآنأم علي قلوبأقفالها), ويستحب البكاء عند قراءة القرآن وكذلك التباكي وهو الذي يستجلب رقة القلب وخشية الله, فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول( إن هذا القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه فابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا وتغنوا به فمن لم يتغن به فليس منا), وإذا مر القاريء بآية سجدة سجد لها فقد وصف الله عباده المؤمنين بقوله( إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون) السجدة15, ووصف الكافرين بتكبرهم عن السجود عن سماع القرآن فقال( فما لهم لا يؤمنون وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون) الانشقاق20-21, ويجب علي القاريء إذا مر بآية تسبيح سبح وكبر, وإذا مر بآية دعاء وإستغفار دعا واستغفر, وإن مر بمرجو سأل وإن مر بمخوف استعاذ, يفعل ذلك بلسانه أو بقلبه, فعن حذيفة بن حسيل( أنه صلي مع رسول الله صلي الله عليه وسلم فكان يقول في ركوعه سبحان ربي العظيم, وفي سجوده سبحان ربي الأعلي, وما مر بآية رحمة إلا وقف عندها فسأل ولا بآية عذاب إلا وقف عندها فتعوذ), فلو التزم المسلم بذلك لكان القرآن هاديا له في دنياه وأخراه, ولسعد به في عاجل أمره ولفرح به في آجله, ولأصبح لنا منهج حياة, ولسعدنا به وسعد بنا, ولشهد لنا عند ربنا يوم اللقاء.