«التشكيل بالصورة بين امرؤ القيس وعنترة بن شداد» عنوان رسالة دكتوراه نوقشت مؤخرا فى كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر فى دمياط الجديدة. وحصل بها الباحث «عمرو عبد المولي» على درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولي، بعد مناقشة استمرت أكثر من أربع ساعات أمام لجنة مكونة من الدكاترة محمد حامد الشريف، وأحمد فهمى عيسي، وحبيب السيد أبو جمعة, ومحمد سيد أحمد ربيع. وأوضح الباحث حيثيات اختياره لعملاقين من أصحاب المعلقات من شعراء الجاهلية ليلقى الضوء على الصورة الشعرية لديهما من وجهة نظر علمية عصرية، فامرؤ القيس يبدع فى الوصف والغزل وصاحبه لايقل عنه فى مجال الفخر بالذات وبالقبيلة، ووصف المعارك. ما دعاه لعقد موازنة يظهر منها وجوه الاتفاق والاختلاف بينهما حول مهارة كليهما فى رسم الصورة الفنية التى تنقل العمل الأدبى من المدركات إلى الحسيات، كما تكسبه اللون والصوت والحركة، كأنه كائن حى يتحرك. وأكدت الدراسة، التى ضمت ستة فصول بين تمهيد وخاتمة، أهمية الصورة فى إبداع الشاعرين، وسمو مكانة الطبيعة والمرأة لديهما. وتنوع الصورة بين كلية، وجزئية، ومركبة، ومفردة، وبصرية، وسمعية، وشمية، وذوقية، فكل صورة من هذه الصور كانت بمثابة لوحة فنية مكتملة الأجزاء. وتناول التمهيد مفهوم التشكيل، ومصطلح الصورة، والتعريف بالشاعرين .فيما تناول الفصلان الأول والثانى مصادر الصورة وأنواعها فى شعر الشاعرين أوضح فيهما تأثير الواقع والطبيعة والتجارب الذاتية، فضلا عن عمق الخيال وجموحه لديهما، وتناول الثالث والرابع وظائف الصورة وخصائصها وعناصر تشكيلها، فيما ركز الفصل الخامس على الجوانب الفنية للصورة، خاصة التجربة الشعرية ومدى تحقق وحدة القصيدة بمفهومها قديما وحديثا، والعاطفة والمعجم الشعرى لكل من الشاعرين اللذين عقد الباحث موازنة بين إبداعهما فى الفصل السادس والأخير من حيث مصادر الصورة الشعرية وعناصرها والتجربة الشعرية.