زادت بصورة ملفتة ظاهرة تدخين الفتيات والسيدات الشيشة في المقاهي والمطاعم والنوادي، وهن يتعللن بأن هذا التدخين يمثل إحدي صور التمرد علي المجتمع الذكوري الذي يعشن فيه، وكذلك زادت نسبة مدخنات السجائر في بلدنا بادعاء السبب نفسه، وتناسين بهذا السلوك إن سرطان الرئتين قهر الكثيرين من الفنانين والفنانات، بل أن شاعرنا المبدع: عبد الرحمن الأبنودي، قال قبل رحيله: إن السيجارة قضت علي رئتيه، وأنه قد اضطر للعيش في مدينة الاسماعيلية لقلة التلوث فيها، كما أن المغنية البريطانية الشابة والشهيرة، «أديل» اضطرت للإقلاع عن التدخين للأبد بعد تحذير الأطباء لها وبعد أن أجرت جراحة لاستئصال نتوءات مرضية علي الأحبال الصوتية لحنجرتها، ويجب ألا ننسي كذلك فناننا القدير سعيد طرابيك الذي دمرت الشيشة الشرايين التاجية لقلبه وأغلقت المساحة الأعظم لها وكان في انتظار جراحة قلب يجريها له خبير أجنبي زائر، ولم يمهله القدر، وهذا بحسب شهادة أستاذ طب القلب المعالج له. أما عن أضرار التدخين علي المرأة، فحدث ولا حرج، فهو العدو الأول لجمال المرأة وشبابها والباب الملكي لإدمان المخدرات، والسبب الأساسي لزيادة تجاعيد الوجه خاصة حول الفم والعينين، ويتسبب في تقصف الشعر، ويؤدي لجلطات القلب والرئتين والساقين، وهو سبب قوي للسكتة الدماغية ودوره مؤثر في ضمور العصب البصري مما يتسبب في ضعف البصر، وهشاشة العظام حتي في سن الشباب، وله دور في عدم انتظام الدورة الشهرية ويبكر بانقطاع الطمث «الحيض»، ويؤثر بالسلب علي خصوبة المرأة، كما يؤدي لتشوه الأجنة، وزيادة خطر الإجهاض وارتفاع نسب تسمم الحمل والولادة المبكرة وولادة أطفال ناقصي النمو «مبتسرين» وهذا في حالات الحوامل المدخنات. وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن ضرر تدخين الشيشة يفوق بمراحل في أضراره تدخين السجائر، ومن الثوابت الطبية أن تدخين الشيشة يمكن أن ينقل عدوي الدرن حتي في حالة تغيير مياه ومبسم الشيشة لكل مدخن، وتدخين السجائر الالكترونية قد يؤدي لتليف أنسجة الرئتين والانسداد الرئوي المزمن والربو حتي لو كانت سوائل هذه السجائر الالكترونية خالية من النيكوتين، وهذا ما أشارت إليه دراسة أمريكية بجامعة روتشستر في نيويورك.. أيضا حذر المعهد الأمريكي القومي للسرطان من أن التدخين تسبب في ارتفاع نسب سرطان المثانة لدي السيدات المدخنات، وأعلن مركز أبحاث السرطان الألماني أن التدخين يصيب الفم بالسرطان ويؤدي لتساقط الأسنان، بل إن دراسة حديثة صادرة عن معهد كارولينسكا في استوكهولم بالسويد أكدت خطر تسوس الأسنان وأمراض اللثة أعلي خمس مرات في المدخنين والمدخنات بالمقارنة مع غير المدخنين. ورغم أنه تأكد طبيا أن ذرية المدخنات معرضة أكثر للإصابة بالربو من غير المدخنات، وأثبتت دورية «بيدياتريكس» المتخصصة في طب الأطفال من خلال بحث أمريكي علي دراسات عديدة سابقة وجود احتمالات كبيرة لولادة أطفال مصابين باضطرابات سلوكية (قصور الانتباه وفرط الحركة) للنساء المدخنات وخاصة المفرطات في التدخين، مما يؤثر علي تركيز هؤلاء الأطفال ويعرضهم لصعوبات سلوكية في المدرسة والمجتمع المحيط بهم.وانني أتذكر مقولة للدكتور محمد عوض تاج الدين وزير الصحة الأسبق أكد فيها أن أكثر من 90% من المدخنين قادرون علي الإقلاع عن التدخين دون أي مساعدة طبية»، فيا بنات حواء المدخنات سارعن بالإقلاع عن التدخين من أجل الصحة والحيوية والشباب والجمال وصحة وسلامة الأبناء. د. عبد المنعم بدوى عبد الوهاب