لليوم السادس على التوالي، تواصلت غارات الجيش السورى على الغوطة الشرقية، فى سباق مع الزمن قبل تصويت مجلس الأمن الدولى على وقف لإطلاق النار، وسط تراشق اتهامات بين واشنطن وموسكو حول المسئولية عن نزيف المدنيين المستمر. وسقطت دفعة جديدة من القنابل على الغوطة الشرقية فى سوريا، أمس، وصفها شاهد بإحدى البلدات بأنها الأسوأ حتى الآن قبل تصويت فى مجلس الأمن الدولى للمطالبة بفرض وقف لإطلاق النار لمدة 30 يوما فى أنحاء البلاد. وقصفت طائرات حربية الجيب المكتظ بالسكان شرقى العاصمة وهو آخر معقل لمقاتلى المعارضة قرب دمشق، وذكر المرصد السورى لحقوق الإنسان أن القصف أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 417 شخصا وإصابة مئات آخرين. وقالت منظمات خيرية طبية إن الطائرات أصابت أكثر من 10 مستشفيات الأمر الذى يجعل مهمة علاج المصابين شبه مستحيلة. وذكر المرصد أن طائرات الحكومة ومدفعيتها استهدفت دوما وزملكا وبلدات أخرى فى الجيب فى الساعات الأولى من صباح أمس، وأفاد شاهد فى دوما طلب عدم نشر اسمه عبر الهاتف أن القصف الذى حدث فى الصباح الباكر هو الأشد حتى الآن. وحملة القصف التى بدأت منذ مساء الأحد هى من بين الأشد فى الحرب التى تقترب من عامها الثامن. وعلى الصعيد السياسي، قالت الولاياتالمتحدة إن روسيا تتحمل «مسئولية خاصة» فى القصف الذى يشنه الجيش السورى على الغوطة الشرقية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر نويرت «بدون دعم من روسيالسوريا ما كان بالتأكيد وقع هذا الدمار وهؤلاء القتلي». وأضافت نويرت: «هذا يذكرنا بالمسئولية الخاصة لروسيا عما يحدث هناك»، متسائلة «ماذا يفعلون لوقف الدمار والموت والقتل الذى يحدث فى سوريا؟». وكان وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف قد أعلن، الخميس الماضي، أن بلاده مستعدة لوقف إطلاق النار شرط أن تشمل الاستثناءات أيضا «المجموعات المتعاونة» مع التنظيمات الجهادية و«التى تهاجم الأحياء السكنية» فى انحاء العاصمة السورية. وكان لافروف قد أعلن فى وقت سابق من بلجراد أن فصائل المعارضة رفضت عرضاً بالخروج من الغوطة الشرقية على غرار اتفاقات إجلاء أخرى حصلت سابقاً بموجب اتفاق مع القوات الحكومية، أبرزها من شرق مدينة حلب نهاية 2016، وقال إن «جبهة النصرة وحلفاءها رفضوا بشكل قاطع العرض». وتقتصر سيطرة هيئة تحرير الشام «النصرة سابقاً» على بعض المراكز المحدودة فى الغوطة، فيما يُعد «جيش الإسلام» أبرز فصائل المنطقة، وكان نفى سابقاً أى مفاوضات مع النظام. وعلى الصعيد العربى، أعربت الإمارات عن قلقها البالغ من تصاعد وتيرة العنف وتداعياته على الأوضاع الإنسانية وسلامة المدنيين في الغوطة، وطالبت بهدنة فورية حقنا للدماء وحماية للمدنيين. وعلى صعيد عملية عفرين بالشمال السوري، أعلن الجيش التركى أن قواته قصفت قافلة تتكون من نحو 40 آلية، كانت تحاول الدخول إلى مدينة عفرين، كما تم القضاء علي 44 مسلحا فى إطار عملية «غصن الزيتون» وذلك خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية. وقالت هيئة الأركان العسكرية فى بيان لها، إن حصيلة القتلى فى صفوف وحدات حماية الشعب الكردية وحزب الاتحاد الديمقراطى وتنظيم «داعش» بلغت 1873 قتيلا منذ انطلاق العملية العسكرية فى شمال سوريا والتى دخلت شهرها الثانى.