الطفل دائما بحاجة للدعم النفسى والمساندة الاجتماعية ليشعر بالحب وتقبل الآخرين له ومن هنا يحدث الارتباط العاطفى والانتماء للأسرة. د. جمال شفيق أحمد أستاذ علم النفس الإكلينيكى بكلية الدراسات العليا للطفولة جامعة عين شمس وأمين عام لجنة قطاع الطفولة بالمجلس الأعلى للجامعات يقول: هذا الانتماء يشعره بالأمان وأن البيئة المحيطة به مشبعة لاحتياجاته النفسية، وإذا حدث عكس ذلك يصاب الطفل بالإحباط ويبدأ باستخدام حيل دفاعية للتغلب على ما يشعر به، فهناك سلوكيات خاطئة تأتى بها الأم دون قصد قد تدمر نفسية الطفل ومنها: - عدم إظهار مشاعر الحب والود للطفل فهو يحتاج دائما لعبارات الثناء والعطف والفخر وحضن والديه وتقبيلهما له. - التفرقة فى المعاملة بين الأبناء مما يثير الغيرة ويصيب الطفل بالإحباط والنقص وأنه غير مرغوب فيه. - محاسبة الطفل على كل كبيرة وصغيرة رغم ضعف قدرته على الانتباه والتذكر فينبغى على الأم فى توجيه التعليمات والنصائح أن تتحلى بالمرونة والتسامح وليس التساهل. - الإهمال وعدم الاهتمام بأمور الطفل علما بأنه يود المتابعة والسؤال عن أدق تفاصيله ومناقشته والحوار معه باستمرار. - العقاب المبالغ فيه، فبعض الأمهات يلجأن للعقاب والتأنيب الشديد وقد يصل لدرجة العنف والضرب والتلفظ بالألفاظ النابية مما يصيب الطفل بالضرر النفسى والجسدى ويفضل الاعتماد على الثواب والمكافأة والتحفيز. - نهر الطفل أمام الآخرين خاصة إذا كانت له مكانة قوية عنده مثل الصديق المقرب أو الجد والجدة. - الدعاء على الطفل فى منتهى الخطورة لأن الله تعالى يستجيب للدعاء، بالإضافة لما يسببه للطفل من شعوره برفض الأهل له واستغنائهم عنه مما يدمر شخصيته ونفسيته. - الاستهزاء به والسخرية منه إذا كان بدينا أو محدود الذكاء أو يعيبه شىء ما فهذا يصيبه بالإحباط وخيبة الأمل. - الحب المشروط بمعنى أن تقرن الأم حبها لطفلها بفعل سلوك معين والأفضل أن توضح له محاسن السلوك مما يجعله طفلا متميزا. - الرفض التعسفى لسلوك أو لشىء ما دون ابداء أسباب بل الأفضل هو الحوار الهادف البناء القائم على الإقناع. و يحذر د.جمال من خطورة هذه التصرفات على الطفل حيث تؤدى إلى اضطرابات وانحرافات شخصية وسلوكية مثل: قضم الأظافر، التلعثم فى الكلام (التأتأة)، التبول اللا إرادى، الكذب كوسيلة دفاعية أو السرقة كنوع من الانتقام، ارتفاع درجة السلوك العدوانى، فقدان الشهية، إضافة إلى التأخر الدراسى وعدم القدرة على التركيز والانتباه، أيضا العناد الشديد والعصبية الزائدة وأحيانا اللامبالاة فى ردود الأفعال. وأخيرا يؤكد أن الوقاية خير من العلاج فإذا تجنب الأهل هذه السلوكيات الخاطئة سيشب جيلا سويا لا يعانى اضطرابات نفسية تدمر شخصيته يصعب علاجها فى الكبر.