فى أول حوار له بعد تعيينه عميدا لكلية دار العلوم، أكد الدكتور «عبد الراضى عبد المحسن»، أن الكلية تعرضت لظلم كبير لدرجة عزوف كثير من الشباب عن الالتحاق بها، بالرغم من أن أهداف الكلية منذ إنشائها فى القرن 19 كانت مرتبطة بالتطوير العلمى العالمي، وكان أساتذتها من خريجى جامعات أوروبية، وأسهمت فى الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية والقومية المصرية، لذا بدأنا بعقد بروتوكولات مع الجامعات الأوروبية لتبادل الأساتذة والطلاب، لنعيد أمجادها، فهى أول الكليات فى مصر بالتخصص. يعتقد البعض أن كلية دار العلوم غير مفضلة لدى الطلاب وأنها صعبة ولا تؤهلهم لعمل مميز؟ اللغة العربية وآدابها بطبيعتها تجذب المصريين الذين يحسون سحرها، لأنها كنز من الفكر والإبداع دون لغات العالم، وأدركت ذلك عندما التحقت بهذه الكلية مصادفة، فاللغة العربية عامل الأمان لأمتنا، بعد تراجع العرب أمام التقدم الحضارى العالمي، ودار العلوم وعاء اللغة العربية وحصنها، وهذا ما يدفعنا من الآن للتحديث بالكلية، ونهدف لإحياء الوسطية وقبول الآخر والتسامح، لأنها أساس تقدم الوطن. وبالتالى نغير المفاهيم المغلوطة لدى المواطن المصرى والعربى عن دور الكلية. لذلك قبلنا نحو3 آلاف طالب بالفرقة الأولى هذا العام ضمن خطة تغيير المفاهيم التى لمسها الطالب بدءا من العام الحالي. ما أوجه التطوير والتغيير فى أداء الكلية لإعادتها للمسار الوطنى وتفعيل الوسطية الإسلامية؟ لا يتم ذلك إلا بالعمل والجهد المخلص، ووضعنا خطة شاملة تطبق على مراحل، منها تفعيل اتفاقية مع مركز الدراسات الإسلامية بجامعة ألمانية، والمبادرات الشخصية لتبادل الأساتذة والمحاضرين والإشراف على الطلاب لتخريج شباب واع فاهم، وحضر إلى الكلية الدكتور مهند خورشيد مدير المركز، وناقش رسالة علمية وألقى محاضرة للدراسات العليا، فنحن نهدف لتوضيح وسطية الإسلام، وإظهار انحراف المتطرفين، لأنهم أساءوا لرسالة الإسلام ودوره فى نهضة الشعوب، ودورنا هو التعاون مع الثقافات العالمية لفهم التسامح الدينى والتعليم السلمى مع الآخرين، وأساس النهضة المعاصرة، والتكامل مع الأهداف الوطنية، والدعوة الوسطية التى نتجه إليها بدورنا . هناك غموض لدى الطلاب حول أهمية الدراسة فى الكلية مع وجود كليات منافسة تركز على التكنولوجيا؟ دار العلوم تمتاز بأن نشاطها العملى متنوع فى الصحافة والإعلام والإذاعة والتليفزيون، إضافة للتدريس الذى يعانى عجزا كبيرا، لأن طالب دار العلوم يمتاز بدراساته العربية والدينية، ولا يوجد فى كليات أخرى المتخصصون فى التعليم اللغوى والدينى معا، حتى أن رئيس وقيادات مجمع اللغة العربية من خريجى دار العلوم، وكذا كبار الإعلاميين والصحفيين، لذا يحرص كثير من أبناء الدول العربية والإسلامية على الدراسة لدينا. هل تطوير الكلية يعنى إدخال التكنولوجيا والدراسات العملية والأدب الغربى كما كانت قديما كونها دراسات فى الدنيا والدين؟ المجلس الأعلى للجامعات يعتمد دار العلوم كلية ضمن الدراسات الإنسانية مثل الآداب والحقوق، وليس متاحا الخوض فى الأنشطة العلمية العملية، وبالنسبة لدراسات الآداب العالمية، فانفتاحنا الجديد يتضمن التركيز على الفكر والحضارة الغربية ضمن مواد دراستنا، والاستفادة من المناهج الحديثة فى الفكر واللغة والفلسفة وعلم الأدب المقارن، واللغات الشرقية الفارسية والعبرية، ولغة الحاسب وكلها منتج مصرى متجدد، فنحن نتولى هذه الدراسات كما ينتدب أساتذتنا لكليات جامعة القاهرة وجامعات أخرى فى تخصصات نادرة تنفرد بها الكلية. ما الذى يمنعكم من قبول طلاب الثانوية الأزهرية حتى 3 سنوات مضت مع أنهم كانوا يلتحقون بالكلية منذ أنشئت؟ هناك ثلاثة أسباب لعدم قبول طلاب الثانوية الأزهرية، لأن الكليات الأزهرية لا تقبل أبناءنا فى الدراسات العليا، ولا تقبل طلاب الثانوية العامة، كما أن نتائج نجاح الطلاب الذى قبلناهم فى السنوات الأخيرة تصل إلى أقل من 10% برغم أن دراساتهم الدينية المتخصصة ممتدة فى مراحل الأزهر. يشاع أن دار العلوم صعبة، لأنها تختص بالدراسات اللغوية والإسلامية، فلماذا لا تقسم الدراسات بها إلى شعبتين لغوية عربية وإسلامية بدلا من الشعبة العامة الحالية؟ تقسيم الشعبة العامة إلى شعبتين سيحدث خللا كبيرا، لأن معظم الطلاب يفضلون الدراسات الإسلامية، وخير مثال على ذلك أن 400 طالب فى الدراسات العليا الإسلامية، بينما لم ينضم للعربية سوى ثلاثة فقط، فالدراسة بها تمس حياة الإنسان وتعمق فكره الدينى والولاء للوطن، ومن يظن أن الدراسة بدار العلوم صعبة فهو لا يعرف عنها شيئا، فنتيجتها العام الماضى بلغت 95% وهى نسبة غير موجودة فى الكليات السهلة، فالامتحانات يجرى تصحيحها بالكمبيوتر، ولا مجال هنا لخطأ بشري، وننفذ برنامجا للأنشطة الفنية والثقافية والأدبية والرياضية، لتشجيع تواصل الطلاب وهيئة التدريس، ونتابع حضور الأساتذة بانتظام من أجل الطالب.