«ماما».. كلمة تحلم بها كل امرأة بمجرد أن تعرف أنها حامل.. وتمر الأيام والشهور وتصدم بعدم تحقيق حلمها بسماع صوت طفلها يناديها.. مأساة jعيشها حوالى 7 آلاف أسرة مصرية سنويًا يحتاج أحد أبنائها لعملية زرع القوقعة، ولكن يتم إجراء العملية ل1500 طفل فقط، ذلك وفقًا للإحصائيات التى أجريت فى مصر، ومنظمة الصحة العالمية.. ومن أجل إيجاد حل لهذه المأساة عقد أخيرا مؤتمر لزراعة القوقعة تحت عنوان «اسمع واتكلم.. مصر 2018» لعلاج ضعف السمع وتقنيات زرع القوقعة بالشراكة مع جامعة القاهرة ورابطة جمعيات الأنف والأذن والحنجرة بهدف الاكتشاف المبكر حتى لا يتأخر الطفل عن النطق ليمنح رسالة أمل لحل هذه المشكلة. فى بداية المؤتمر أرسل «شنودة» الطفل الذى لم يتجاوز عمره أصابع اليد الواحدة رسالة أمل لأطفال وآباء وأمهات العالم وبصوت ملائكى قائلا: «إنه أجرى عملية زراعة قوقعة الأذن». مؤكدا أنه أصبح طفلا طبيعيا بعد إجراء العملية وأصبح مندمجا فى الحياة والتعليم بصورة طبيعية ويحب الفن وسماع الأغانى والغناء. يقول د.محمد الشاذلى أستاذ جراحة طب الأنف والأذن والحنجرة بطب قصر العينى ورئيس المؤتمر: إن التشخيص والكشف المبكر لضعاف وفاقدى السمع يساهم فى سرعة العلاج، وبالتالى يأتى بنتائج أفضل لتطوير اللغة ولعلاج تأخر النطق لديه، خاصة بعد التطور الذى شهده العلم فأصبحت حاسة السمع هى الحاسة الوحيدة التى يمكن استرجاعها، وتوفر زراعة القوقعة أضعاف المبالغ التى تنفق على العلاج، وإلا أصبح الطفل من ذوى الاحتياجات الخاصة ويتعلم فى مدارس «الصم والبكم» وبعد ذلك لا يجد عملا يدر عليه دخلا ليعيش حياة كريمة، لكن بزراعة القوقعة وتدريبه وتأهيله يصبح مواطنا طبيعيا كل ذلك قبل أن يبلغ عامه الخامس وبعد ذلك تتلاشى عنده منطقة السمع. ويضيف ليس لدينا مسح طبى شامل لتحديد أعداد المصابين بدقة لهذه الإعاقة بشكل محدد، ورغم إننا يمكن معرفة إذا كان الطفل مصابا بإعاقة سمعية فور ولادته عن طريق اختبار يتم فى المستشفى بمبلغ زهيد ولهذا لابد للحكومة أن تجعل هذا الكشف إجباريا مثل التطعيمات. يتوقع د.أسامة عبد النصير رئيس وحدة زراعة القوقعة بجامعة القاهرة وأستاذ طب جراحة الأنف والأذن والحنجرة، زيادة عدد حالات من يجرى زرع القوقعة له إلى2200 حالة خلال العام الحالى وذلك على نفقة الدولة متمثلة فى التأمين الصحى الذى يقوم بشراء القوقعة ثم إجراء الجراحة فى أحد مستشفيات الحكومة وتتكلف هذه الجراحة نحو 200 ألف جنيه. ويشير د.عبد النصير إلى انتشار ظاهرة ضعف وفقد السمع بنسبة أكبر فى صعيد مصر بسبب ظاهرة زواج الأقارب، هذا بالإضافة إلى إصابة الأم بالحصبة الألمانية فى أثناء الحمل، أو إصابة الطفل بالغدة النكافية أو الالتهاب السحائى والتهاب الأذن الوسطى، وغياب الوعى، وتتفاوت درجة ضعف أو فقد السمع من طفل لآخر فهناك طفل يحتاج إلى سماعة طبية فقط وهناك من يحتاج إلى زراعة قوقعة. وينصح أهل الطفل بإشراكه بعد زراعة القوقعة فى مركز تخاطب والمدوامة على الجلسات لتساعده فى كيفية التخاطب وتحريك الشفاه ليفهم ويعرف كيفية النطق، وممارسة أنشطة فيها جلسات جماعية مثل اللعب مع أطفال آخرين لكسر الحاجز النفسى للطفل، وعدم التعامل مع الطفل بلغة الإشارات لأنه أصبح لا يعانى من ضعف النطق ولكنه يعانى فقط من ضعف السمع وإذا تحسن السمع فسيتحسن النطق بالتدريج.