بعيدا عن البكاء على رصيف الحكومة..

كيف تمكنت «البحر الأحمر» من توفير الوجبات المدرسية ؟

هذه ليست تجربة محل تقييم ، بل إنه واقع تم تنفيذه على أرض البحر الاحمر ، ويؤكد أن الارادة يمكنها التغلب على الصعوبات بعيدا عن البكاء على رصيف الحكومة.
مبادرة تجب دراستها واستنساخها ليتم تطبيقها فى جميع المحافظات ، شارك فيها المجتمع المدنى والقطاع الخاص مع ممثلى الدولة، وبالتالى عزفوا هذه السيمفونية التى يتحدث عنها اللواء احمد عبدالله محافظ البحر الاحمر بقوله:
انتشرت بعدد من مدارس المناطق محدودة الدخل بمحافظة البحر الاحمر ظاهرة خطيرة وهى ظاهرة التسرب من التعليم وكان لابد من ايجاد حلول للقضاء على هذه الظاهرة التى تتسبب فى فقدان مجهود الدولة فى تربية جيل جديد متعلم وناضج.
لذلك أنشأنا منظومة جديدة للقضاء على هذه الظاهرة ودعم الاسر محدودة الدخل بشكل غير مباشر وذلك عن طريق الوجبات الساخنة بالمدارس .
وبالفعل تم توقيع بروتوكول تعاون بين المحافظة وبنك الطعام المصرى يهدف الى تعزيز دور الغذاء كعنصر اساسى من عناصر بناء الجسم يقوم بتوفير المواد الغذائية والاشراف على تجهيز الوجبات الساخنة وتقديمها للطلاب ، وتفعيلا للمشاركة المجتمعية ثم بالتنسيق مع مستثمرى المحافظة لتحمل تكاليف تجهيز المطابخ بأحدث الاجهزة والمعدات والصيانة له وتدريب الطباخات بالفنادق والقرى السياحية وحصولهن على شهادات صحية .
كما تم توقيع بروتوكول تعاون بين المحافظة وبنك الطعام لتحمل 50 % من تكاليف المنظومة .
يضيف المحافظ اننا بدانا فى المنظومة فى حصر المناطق محدودة الدخل والتى ستقام بها المطابخ المغذية للمدارس الاخرى وتم تطبيق المنظومة على 20 مدرسة لتقديم وجبات ساخنة لعدد 12 الف طالب وطالبة وكانت بداية تطبيق المنظومة بمدينة الغردقة بتخصيص فصلين مساحة كل منهما 48 مترا لتقديم وجبات ساخنة لعدد 4160 طالبا وطالبة وتم تعميمها على باقى مدن المحافظة ففى مدينة رأس غارب تم انشاء مطبخ لخدمة أربع مدارس باجمالى عدد الطلاب 888 طالبا وطالبة وبمدينة سفاجا تم تجهيز مطبخ لخدمة 5 مدارس باجمالى عدد الطلاب 2645 طالبا وطالبة .
ويتم حاليا السعى لتطوير هذه المنظومة حيث يتم تجهيز مطبخ جديد بالغردقة لخدمة 3 مدارس اخرى لتقديم وجبات ل 2111 طالبا وسيتم فتح مطبخين بالقصير و5 مطابخ اخرى بمدينة سفاجا وجار التوسع فى هذه المنظومة بمرسى علم .
ويؤكد عبدالله ان ذلك أسهم فى توفير فرص عمل للامهات المعيلات بالعمل فى إعداد الوجبات عن طريق تلقى مقابل مادى ولكن بشرط ان يكون للامهات ابناء بالمدارس التى ستقوم بتحضير الوجبات بها حيث تقوم الطباخات بإعداد انواع مختلفة يوميا تشمل اللحوم والخضراوات والبيتزا والكشرى والسمك وايضا الارز باللبن وغيرها من الاطعمة المتنوعة والمتكاملة غذائيا .
ويقول إن القائمين على العملية التعليمية بالمحافظة ان تقديم الوجبات الغذائية الساخنة للطلاب ادى الى زيادة معدلات الاستيعاب لهم وارتفاع معدلات التفوق ، واشارت احدى المشرفات من بنك الطعام إلى ان كل الاطعمة طازجة تماما والمقادير المضافة حاصلة على موافقة وزارة الصحة .
كما حققت المنظومة نجاحا باهرا على كل المستويات حيث وصلت نسبة الحضور الى 98 % واجتمعت آراء القائمين على العملية التعليمية وأولياء الامور على ان ذلك له مردود ايجابى ونفسى اقوى من كونها وجبات غذائية فهى تخفف عبء توفير هذا التنوع فى الوجبات وايضا توفر الاعباء المادية على الاسر محدودة الدخل لاكتفاء الطلاب بها اثناء النهار واشباع احتياجاتهم الغذائية التى من الممكن ألا يستطيع ذووهم تلبيتها .
واهتماما بالطفل والصحة العامة بالمحافظة تقرر اجراء كشف على جميع الطلاب المصابين بالانيميا وتوفير العلاج اللازم لهم مؤكدا ان الضعف الجسدى يؤثر على قدرة استيعابهم فى تلقى المعلومة.