قال صلي الله عليه وسلم: «من قتل رجلا من أهل الذمة لم يشم رائحة الجنة»، وقال أيضا «من ظلم معاهداً أو انتقصه حقه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة»، ولم يكتف الرسول بهذه الأحاديث التي تشع رحمة وإنسانية، لكنه عندما مات النجاشي ملك الحبشة، وقال لاصحابه كما روي قتادة: «اخرجوا فصلوا علي أخ لكم قد مات». قالوا : ومن هو ؟ قال : النجاشي.. ثم صلي النبي وكبر أربع تكبيرات، واستغفر إلي النجاشي وقال لأصحابه استغفروا له. وقال المنافقون: انظروا إلي هذا يصلي علي حبشي نصراني لم يره قط، وليس علي دينه!. فأنزل الله قوله تعالي : «وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله، لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا، أولئك لهم أجرهم عند ربهم» آل عمران الآية 199 . والنجاشي كما هو معروف حمي المسلمين الذين هاجروا إليه ورفض أن يسلمهم لوفد قريش الذين كان يتقدمهم صديقه عمرو بن العاص قائلا: والله لا أسلمهم إليكم! إنهم قوم جاوروني، ونزلوا بلادي، واختاروني علي من سواي. ثم رد عليهم هداياه، وقال لأصحاب النبي: اذهبوا فأنتم آمنون بأرضي. من سَّبكم غَِرم! هذا الحاكم العادل لم يخيب حسن ظن الرسول به، عندما طلب من أصحابه الذين عذبتهم قريش أن يفروا بدينهم إلي الحبشة لأن بها ملكا لا يظلم عنده أحد، وهي أرض صدق، حتي يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه، ولذلك صلي عليه الرسول طلب من أصحابه أن يستغفروا له. بينما من يدعون أنهم مسلمون اليوم يقتلون المسيحيين ويفجرون كنائسهم! حتي صرح مصري مسيحي يشكونا للرسول إنهم لم يستوصوا بنا خيرا يا رسول الله! فكيف لمن يقتلون المسيحيين أن يقابلوا رسول الله يوم القيامة؟!