«كوداك، بهلر، فيليبس، الأمريكين» وعشرات غيرها من ممرات وسط البلد هى جزء من التكوين المعمارى الذى يميز مبانى القاهرة الخديوية، تم تصميمها كمنطقة خدمية داخلية ما بين العمارات، تتجمع فيها جميع الخدمات التى يحتاجها السكان مثل المكوجى والكوافير وغيرهما والتى كان يحظر وجودهم فى الشوارع الرئيسية حفاظا على الشكل الجمالي. وفى الوقت الحالى ربما يمر بها بعض العابرين مرور الكرام ولكن هناك من يرتادها بانتظام ويعرفها تمام المعرفة كما تعرفه هى الأخرى. فالممرات مازالت حتى اليوم تنبض بالحياة وتولد بها يوميا العديد من الحكايات لزبائن من كل الأعمار يتجمعون على مقاهيها، أو يبحثون عن شراء أو بيع مستلزمات لن يجدوها إلا هنا أو مجرد الجلوس فى هدوء بين النباتات لالتقاط الأنفاس والابتعاد عن الضوضاء. فالمشهد يختلف من ممر لآخر ولكن خصوصية هذه الممرات تجعل الوجود فيها لا يشبه الوجود بأى مكان آخر. فهنا مازالت الجدران تحمل أريج هوانم وأفندية زمن ولى ، ويمتزج تاريخ القاهرة القديم بالحديث. الوجود داخل أحد هذه الممرات يعنى تدفق القصص والحكايات وكأن أرواح من مروا من هنا أبت الا تغادر دون أن تترك لنا ما يتحدث عنهم. وقد بدأ أخيرا تطوير ممرات وسط البلد ولكن مع مراعاة عدم المساس بشخصية كل ممر، وطابعه التاريخى.فمن يريد أن يكتشف تاريخ وسط البلد بشكل مختلف، ما عليه إلا القيام بجولة فى ممراتها.