البرلمان ينتصر لضحايا الإرهاب

صندوق لتكريم الشهداء ورعاية أسرهم والمصابين فى جميع المجالات

• أسر الشهداء: الدولة لم تتأخر عنا.. و هناك أسر فقدت عائلها وتحتاج المساعدة
• القصبى : توفير فرص تعليم بجميع المراحل وأولوية فى مسابقات التوظيف
جاءت موافقة مجلس النواب علي مشروع قانون إنشاء صندوق تكريم شهداء ومفقودي ومصابي العمليات الإرهابية وأسرهم، استمرارا لدعم الدولة أسر الشهداء ورعايتهم ، والذين عبر عدد كبير منهم عن سعادتهم بموافقة مجلس النواب علي مشروع القانون الذي تمت إحالته إلي مجلس الدولة لمراجعته ، وإعادته مرة أخري إلي البرلمان لمناقشته في جلسة عامة لاحقا تمهيدا لإقراره بصورة نهائية .
وتسري أحكام مشروع القانون - الذي تقدم به عدد من النواب، وهم: عبد الهادي القصبي، رئيس لجنة التضامن الاجتماعي ، ومحمد عبدالله زين الدين وكيل لجنة النقل والمواصلات، وعلاء عابد، رئيس لجنة حقوق الانسان ، علي جميع شهداء ومفقودي ومصابي العمليات الإرهابية والأمنية ، من ضباط وأفراد القوات المسلحة والشرطة والمدنيين وأسرهم، المتمتعين بالجنسية المصرية، بدءا من تاريخ العمل بالدستور الحالي في 18 يناير عام 2014، ووفقًا لأحكام القانون والضوابط والإجراءات التي تحددها القرارات المنفذة له، علي أن يصدر رئيس مجلس الوزراء القرارات اللازمة لتنفيذ أحكام القانون خلال 3 أشهر من تاريخ العمل به.
وبحسب المشروع، ينشأ صندوق يسمي «صندوق تكريم شهداء ومفقودي ومصابي العمليات الإرهابية والأمنية وأسرهم»، وتكون له الشخصية الاعتبارية ويتبع رئيس مجلس الوزراء، ويكون مقره الرئيسي مدينة القاهرة، وله أن ينشئ فروعًا أخري في جميع أنحاء الجمهورية.
ويهدف الصندوق إلي تكريم شهداء ومفقودي ومصابي العمليات الإرهابية والأمنية وأسرهم، ودعمهم ورعايتهم في جميع النواحي الاجتماعية والصحية والتعليمية وغيرها، وصرف التعويضات المستحقة لهم .
ويتولي الصندوق توفير فرص الدراسة في مختلف مراحل التعليم ، وكذلك منح دراسية بالمدارس والمعاهد والجامعات، وكفالة استمرار إتمام الدراسة بالتعليم الخاص للملتحقين به بالفعل، وتوفير فرص عمل تتناسب مع مؤهلاتهم العلمية، ومنحهم الأولوية في مسابقات التوظيف التي تعلنها الدولة وأجهزتها والقطاع الخاص، وفقا للضوابط التي يضعها مجلس الوزراء في هذا الشأن، وتقديم الخدمة الصحية المناسبة في المستشفيات والمراكز الحكومية أو العسكرية لمن لا يتمتع منهم بالتأمين الصحي أو بنظام رعاية صحية آخر.
معاش وتعويض
ونص مشروع القانون علي أن يكون معاش مصابي وأسر الشهداء والمفقودين بقيمة الراتب والبدلات والعلاوات نفسها التي كان يتقاضاها قبل إصابته أو استشهاده أو اعتباره مفقودًا، علي أن تزيد قيمة المعاش بمقدار قيمة زيادة الراتب وبدلات وعلاوات أقرانه في الرتبة أو الدرجة التي تتم ترقيتهم إليها.
كما نص علي أن يصدر مجلس إدارة الصندوق، بعد موافقة مجلس الوزراء، قرارًا بتحديد مبلغ التعويض الواجب صرفه لمرة واحدة للمصاب بعجز كلي أو جزئي أو أسرة الشهيد أو المفقود، وإذا نتج عن الإصابة عجز جزئي أو كلي، أو عجز كلي مستديم أو وفاة، وجب علي الصندوق أن يؤدي للمصاب أو أسرة الشهيد مبلغ التعويض المستحق.
وسام «تحيا مصر»
ووفقا لمشروع القانون، ينشأ وسام من طبقتين يسمي «وسام تحيا مصر» يُمنح لضباط وأفراد القوات المسلحة والشرطة والمدنيين الذين قاموا بأعمال ممتازة تدل علي التضحية والشجاعة في مواجهة العمليات الإرهابية، أو خلال العمليات الأمنية وأدت إلي إصابتهم، وفي حالة الاستشهاد أو الفقد، يمنح الوسام لاسم الشهيد أو المفقود، ويجوز منح هذا الوسام لكل من قدم خدمات جليلة للوطن أو القوات المسلحة أو الشرطة من ضباط أو أفراد القوات المسلحة والشرطة والمدنيين. ويستحق من يمنح هذا الوسام مكافأة معفاة من الضرائب قدرها 2000 جنيه شهريا، إذا كان الوسام من الطبقة الأولي، و1000جنيه إذا كان من الطبقة الثانية، ويجمع حامل الوسام بين قيمة هذه المكافأة ودخله أيا كان نوعه دون التقيد بحد أقصي، علي أن تصرف قيمة المكافأة عن الوسام للمستحقين للمعاش. كما ينص مشروع القانون علي أن يكون منح هذا الوسام بقرار من رئيس الجمهورية ، بناء علي طلب وزير الدفاع أو وزير الداخلية.
موارد الصندوق
وفيما يخص موارد «صندوق تكريم شهداء ومفقودي ومصابي العمليات الإرهابية والأمنية وأسرهم»، نص المشروع علي فرض ضريبة تؤول حصيلتها إلي الصندوق عن طريق لصق طابع قيمته 5 جنيهات علي الأوراق والمستندات الخاصة برخصة السلاح والقيادة وتسيير المركبات، وصحيفة الحالة الجنائية، وتذاكر المباريات الرياضية والحفلات والمهرجانات الغنائية وطلبات الالتحاق بالكليات والمعاهد العسكرية والشرطية، وتأشيرات الإقامة للأجانب وتصاريح العمل للمصريين العاملين لدي جهات أجنبية داخل مصر وخارجها، وكراسات شروط المناقصات والمزايدات الحكومية وعقود المقاولات والتوريدات الحكومية، وتراخيص إنشاء مدارس خاصة أو دولية أو تجديد تراخيصها، وطلب حجز قطعة أرض أو وحدة سكنية من التي تتيحها الدولة بالمدن العمرانية الجديدة. وتتكون موارد الصندوق أيضا من 5% من حصيلة رسم تنمية الموارد المالية للدولة، إلي جانب تخصيص حصيلة الغرامات المحكوم بها ، تطبيقًا لهذا القانون للصندوق، فضلًا عن التبرعات والهبات والوصايا والإعانات والمنح، وعائد استثمار أموال الصندوق، والقروض التي تعقد لمصلحة الصندوق بما يتعارض مع أغراضه، ووافق مجلس النواب علي استحداث بند بتخصيص جزء من أموال المكافآت التي يتلقاها أعضاؤه، لمصلحة الصندوق، علي أن تتولي هيئة مكتب المجلس تحديد قيمة المبلغ المخصص، على ان يكون للصندوق موازنة مستقلة وتعفي أموال الصندوق والتسهيلات الائتمانية الممنوحة له الضرائب.
وفرض مشروع القانون عقوبة الحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وغرامة لا تقل عن 5 آلاف جنيه ولا تتجاوز ال 20 ألف جنيه، أو إحدي هاتين العقوبتين، علي كل من تحايل أمام الجهات المختصة بقصد الحصول علي إحدي المزايا المنصوص عليها في هذا القانون، أما من أمتنع عمدا دون مسوغ قانونى عن منح مصابين أو أسر الشهداء يعاقب بالحبس مدة لاتقل عن شهر ولا تتجاوز سنة مع نفس قيمة الغرامة السابقة.
رسالة تقدير لأسر الشهداء
العديد من أسر الشهداء رحب بإنشاء الصندوق، ومنهم زينب حسن اسماعيل والدة الشهيد الرائد محمود سامي عبدالرحمن الذي استشهد في عملية مطاردة أحد المجرمين، حيث قالت : مهما يحدث فهذا لن يعوضني عن نجلي الذي ضحي بحياته خلال وهم أحد الأوكار التي يختبئ بها أحد الخارجين عن القانون، فنجلي كان مثالا للخلق الرفيع والتضحية بشهادة كل من عرفه، ووزارة الداخلية بجميع قياداتها يقدمون لنا كل الدعم والمساندة في جميع المناسبات، ولا يردون لنا طلبا وإنشاء الصندوق تقدير جيد من الدولة، وهناك بعض الأسر تحتاج بالفعل لمساعدة حقيقية وهذا الصندوق سيكون له مردود طيب في حياتهم وسيساعد في تعليم الأطفال ورعاية المرضي.
أسامة مشهور، والد الشهيد اسلام مشهور، قال : لسنا بحاجة لمساعدة مادية، ولكن نحتاج الي مساعدة معنوية، نحتاج إلي من يسأل عنا، ووزارة الداخلية لا تتأخر في هذا الأمر، وهذا الصندوق أسعدنا كثيرا ونتفهم أن الغرض منه توجيه رسالة شكر من الدولة لأهالي الشهداء.
حافظ شوشة والد الشهيد أحمد حافظ قال : سعدت كثيرا بموافقة البرلمان علي انشاء الصندوق، فبعض الشهداء كانوا كل شئ في حياة عائلاتهم ، وبعضهم كانوا مسئولين عن أسر كاملة، والدولة تريد أن تقول للجميع إن استشهادك في مواجهة الارهاب الأسود من أجل الوطن لن ينساه أحد، وأن جميع أفراد عائلتك لن ينساهم أحد مهما يحدث.
تكريم لمن قدموا أرواحهم للوطن
عبدالهادي القصبي، رئيس لجنة التضامن بمجلس النواب اعتبر أن انشاء صندوق تكريم أسر الشهداء، أقل ما يمكن تقديمه لمن قدم روحه فداء لمصر، فالشهداء لم يفكروا في عائلاتهم وأسرهم خلال المعارك التي خاضوها وقدموا خلالها نموذجا للتضحية ولم يفكروا سوي في حماية الوطن وانقاذه من التكفيريين وتجار المخدرات والخارجين عن القانون، وستظل تضحيات هؤلاء الأبطال نموذجا في التضحية علي مر الزمان وكنوز الدنيا بأكملها لا تساوي قطرة دم شهيد.
النائب محمد عبد الله زين الدين، عبر عن سعادته الكبيرة بإنجاز القانون وارساله الي مجلس الدولة لمراجعته قبل عودته مرة أخري للبرلمان لإقراره، وقال: أشعر بالفخر أنني كنت ممن تقدموا للبرلمان بمشروع القانون، فلا يوجد بيت أو عائلة بطول مصر وعرضها إلا ويوجد بين أبنائها أحد الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن، وبعض هذه العائلات والأسر كانت تعتمد في حياتها علي الشهيد الذي ضحي بنفسه، وبعد رحيله لم يعد لهم عائل يقدم لهم المساعدة، وإنشاء هذا الصندوق سيوفر لهم حياة كريمة، مضيفا: القوات المسلحة والشرطة يقدمان كل الدعم لأسر الشهداء، ويسألون عنهم في كل المناسبات ويجتهدون من أجل إسعادهم ورسم البسمة علي وجوه عائلات وأطفال الشهداء، ولكن مع وجود الصندوق ستكون هناك رعاية ومتابعة أكبر وأفضل كما أن الصندوق سيقدم خدماته لأسر الشهداء في جميع المجالات.
حقوق الإنسان
علاء عابد، رئيس لجنة حقوق الانسان بمجلس النواب، قال إن إنشاء الصندوق حق من حقوق الإنسان ، وأقل ما يمكن أن يقدم، وجميع النواب حرصوا علي المشاركة خلال مناقشة مشروع القانون، والجميع رحب به ونقول لأسر الشهداء بهذا القانون «: نحن معكم وأرواحنا فداكم لما قدمه أبناؤكم من أجل مصر»، ونعلم جيدا أننا مهما فعلنا وقدمنا فلن نعوض هؤلاء عن ذويهم ، فلن نعوض زوجة عن زوجها، وأما عن ولدها وطفلة عن والدها، ولكننا نحاول أن نقول لهم نحن معكم دائما.
وقال طارق السعيد حسنين، عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، إن هناك أفكارا كثيرة لتمويل الصندوق، والدولة لن تتحمل أي أموال في إنشائه، وبمجرد مناقشة مشروع القانون في البرلمان تلقيت اتصالات كثيرة من أبناء دائرتي يعلنون رغبتهم في المشاركة والإسهام في انشاء وتمويل الصندوق، حيث لا توجد عائلة في مصر لم تقدم شهيدا من أبنائها فداء للوطن، فنحن في حالة حرب ولا بد من التكاتف من أجل إسعاد من ضحي بنفسه من أجل المصريين.