ذهبت إلى وسط القاهرة لشراء بعض الأغراض ثم اقترب موعد مباراة فريق «محمد صلاح» - ليفربول - مع توتنهام فى «البريميرليج» أو الدورى الإنجليزى وجلست فى مقهى شعبى بالقرب من مسجد الحسين بالقاهرة أشاهد جزءا من المباراة، فأنا مثل ملايين المصريين يتابعون «فتى مصر الذهبي» صلاح منذ انتقاله وتألقه المبهر فى الدورى الانجليزى وبينما أشاهد المباراة وكان مقعدى بالقرب من الشارع سألنى اكثر من 20 أو 25 «عابر سبيل» على الأقل السؤال ذاته كل مرة : هل أحرز صلاح هدفا ؟ وسأل آخرون: هو «فريق صلاح» بيلاعب مين ؟! وأدركت على الفور، أن ملايين المصريين البسطاء يتابعون «فتى مصر الذهبي» وفخورون بأدائه الرفيع الذى لم يبلغه أى مصرى وربما عربى آخر احترف فى أى جزء من العالم هم لايهتمون لمن يلعب ولا ضد من ولكن مايهمهم هو أن ابن مصر الخلوق الجميل الذى يسجد فى الأرض حمدا وشكرا لله بعد كل هدف يحرز الأهداف ويتألق يوما بعد يوم. والواقع أن تألق صلاح وتطوره المستمر فى مهنته - نعم اللعب مهنة!!! - يعد استثناء عند المصريين لأننا شعب قليل الإبداع وليس لدى معظمنا جرأة التجربة وتحمل نتائج الفشل والبدء من الصفر، ولسان حالنا يقول إن مانحن فيه أفضل من الأسوأ إذا جربنا وفشلنا مع أن التقدم فى أوروبا أو آسيا أو غيرهما لم يكن إلا محصلة جرأة التجربة وتعلم النجاح من الفشل. لكن صلاح - الذى يبدو أنه تعلم دروس تلك التجارب وبالتالى لم يقع فيها - يأخذ نفسه بالشدة ويدهشك إصراره على المضى فى طريق النجاح الذى يشقه بعرقه وجهده وإيمانه العميق بالله الذى يتبدى فى سلوكه. صلاح هو كنز مصر الذهبى لأنه يرفع اسم مصر عاليا فى العالم ويتخذه الشباب فى أوروبا وكل أنحاء العالم مثلا ونموذجا ومن حظ مصر أن يأتى هذا الفتى الذهبى فى الوقت الذى تعانى فيه مصر قلة السياحة وخطط التآمر ضدها فهو أهم وأروع دعاية لمصر فى الخارج، كما أنه يدحض كل نظريات المؤامرة التى تحاول أجهزة إسرائيلية وأمريكية الترويج لها بأن كل المسلمين إرهابيون وفشلة!! طبعا فى أوروبا وأمريكا وغيرهما علماء مصريون وعرب متميزون ولكن الإعلام الغربى يصر على تجاهل إسهامات هؤلاء.. والترويج دائما بأن غالبية المسلمين إما إرهابيون أو مشروع إرهابيين!! لمزيد من مقالات منصور أبوالعزم