درس رائع قدمه محمد صلاح نجم نجوم مصر لكل الشباب.. ليس الدرس في الأداء المبهر.. ولا الجهد الكبير.. ولا احراز الأهداف الجميلة.. لكن الدرس الأكبر في هذا الاصرار علي النجاح والتفوق مهما كانت العقبات. تعرض صلاح لحالة من التجاهل المؤسف في أحد أكبر أندية الكرة في انجلترا والعالم.. كانت فرحته طاغية عندما ارتدي فانلة نادي تشيلسي.. ولكن سرعان ما ضاعت الفرحة بعد أن وجد اضطهادا من المدير الفني للفريق مورينيو الذي تربص به.. ورفض اشراكه في المباريات. حاصره الاحباط.. بدأت أحلامه تضيع من بين يديه.. ولكنه بإيمان وصبر وخلق رفيع تجاوز المحنة.. لم يتمرد علي مدربه.. لم يلجأ لأسلوب البعض من اللاعبين بالتهديد والهروب والتعامل الفظ مع ادارة الفريق والنادي.. بل كان شديد الأدب.. انتظر الانتقالات الشتوية.. ورحل عن الفريق في هدوء.. انتقل من الدوري الانجليزي وناديه تشيلسي إلي الدوري الايطالي ليرتدي فانلة فيورنتينا.. وكان عليه أن يثبت نفسه من جديد ويرد علي الظلم الذي تعرض له. لعب عددا محدودا من المباريات.. لكنه أكد أنه صفقة ناجحة باحرازه أربعة أهداف رائعة.. يكفي أن منها اثنين في شباك نادي اليوفينتوس محققا بهما الفوز لناديه علي النادي الايطالي العريق. ورد بهما أبلغ رد علي مورينيو.. ولتتصدر صوره أغلفة المجلات الايطالية.. وتنهال عليه الالقاب والتعليقات التي وصفته بأنه الفرعون صاحب اللمسات الساحرة. محمد صلاح.. يعد الآن صاحب التجربة الأبرز للاعبين المصريين المحترفين في الدوريات الاوروبية.. وهي مسئولية كبيرة عليه أن يحافظ علي هذه الصورة.. ويظل قدوة لكل الشباب الصاعد ويحلم بالنجومية. فقد علمنا المحترفون السابقون ألا نتعجل في الأحكام علي نجاح التجارب.. فلا ننسي تجربة عمرو زكي في الدوري الانجليزي والتي كانت بدايتها رائعة.. كل مباراة يحرز هدفا أو أكثر.. وتصدر قائمة هدافي الدوري.. وفجأة وبلا مبرر كان الغياب والابتعاد عن التهديف ثم عن الفريق.. نفس الأمر تقريبا مع زيدان في أكثر من دوري أوروبي.. يبدأ متألقا ثم يخبو.. حتي تتلاشي الأضواء عنه.. تجربة ميدو سواء في انجلترا أو ايطاليا.. كانت أيضا مؤسفة رغم البدايات الناجحة. ربما لم يسلم من نماذج الاحتراف الا عدد قليل.. فمازال محمد المحمدي يتألق في الدوري الانجليزي.. وهناك رامي ربيعة في البرتغال.. ولا يمكن تجاهل التجارب السابقة أيضا والتي حققت نجاحا كبيراً.. لأحمد حسن عميد لاعبي العالم.. وكذلك هاني رمزي صاحب أطول فترة احتراف للاعب مصري خاصة في ألمانيا. ولعل تجربة فشل شيكابالا في البرتغال هي الأسوأ للاعبي مصر رغم أنه من أكثر اللاعبين مهارة.. لكن الفارق الذي يضع الفشل أو يدفع للنجاح هو المعامل الأخلاقي.. الذي جعل صلاح سفيرا لبلده.. يشرفها ويرفع رأسها أمام العالم.