احتفت ندوة « كاتب وكتاب» بقاعة سيد حجاب بكتاب د. شاكر عبد الحميد الصادر أخيرا بعنوان «الحلم والكيمياء والكتابة» والذى حلل فيه عالم الشاعر الكبير الراحل محمد عفيفى مطر. استهل الندوة الكاتب الشاعر محمد حربى بالحديث عن دراسة شاكر لديوان مطر «أنت واحدها وهى أعضاؤك انتثرت»، واصفا الديوان ب «الديوان اللغز» أو «الديوان المفتاح» لمرحلة بالغة الأهمية فى مسيرة مطر الشعرية التى كشف فيها عن صوفية كامنة وتحول حضارى فى رؤية العالم، ينطلق من النص الكتابى أو من النص الواقع، وهو الديوان الذى أهداه إلى النبى محمد صلوات الله عليه فى جرأة إهداء بحسب تعبير مطر. وأضاف حربى أنه عندما رحل مطر فى عام ألفين وعشرة، ظن الكثيرون أن مشروعه الشعرى والثقافى والفكرى قد انتهى بموته، لكن الواقع يؤكد - حسب حربي- أن مطر حاضر بقوة فى تحرير المخيلة العربية والشعرية فى مصر من تكلسات الماضى وسطوة الإيقاع المفتعل، مشيرا الى أن الايقاع عند مطر فى قصيدته وحياته كان معادلا للكون وترجمة لفكرة الحياة التى لا تكتمل عنده دون ايقاع . وأشاد حربى باستخدام المؤلف كل ممكنات مناهج النقد الحديثة لتحليل مطر الشاعر والشعر معا . وتحدث الناقد د. شاكر عبد الحميد مؤلف الكتاب فقال إنه تأثر بمطر قبل أن يراه ، وتأثر به بشكل غير مباشر من خلال حكايات الآخرين عنه خاصة الشاعر محمد سليمان الذى كان يحكى عن مطر كأنه أسطورة. وأضاف د. شاكر أنه التقى مطر بعد عودته من العراق وتعلق به كثيرا، مشيرا إلى أنه كان عميق الثقافة، متعدد الاهتمامات، شديد الإحساس بالجمال فى الحياة وفى الفن،ملما بالثقافة العربية والإسلامية والعالمية. وقال إن إبداع مطر امتزج فيه تراث المتصوفة والفلاسفة: أفلاطون، ابن عربى، السهروردى وسواهم،مشيرا إلى أن مطر كان يعلم قارئه ويجعله يبحث ويقرأ. وقال د. شاكر إن عفيفى مطر من أهم الشعراء الذين كانت لديهم رؤية فلسفية متكاملة عن العالم «للماضى والحاضر والمستقبل».واختتم د. شاكر حديثه مطالبا بتعلم القيم التى بثها مطر فى حياته ومنها قيمة الكدح النبيل. ووصف القاص سعيد الكفراوى حربى ب «المرجع الحى عن عفيفى أحد القلائل الذين زاروا مطر فى معتقله بطرة»، فقال: إنه كان ممن يعرف خطوات مطرخطوة خطوة،وتذكر قصة ذهابه إلى مطر فى سجنه بصفته عضو اتحاد كتاب مصر، فنادى المأمور: نادوا الواد الشاعر!» فجاء عفيفى متلفعا بجلبابه مصابا من نصف جبهته إلى آخر أنفه» فقال المأمور: شفته ؟وقال خذوه! وأضاف أن مطر عرف مصر ضوءا فى روحه، ودفع عمره كله دفاعا عن قيمها وبشرها وتاريخها وترابها الذى عرفه فى كل مراحله وحقبه، مشيرا الى أن د. شاكر فى كتابه يدق على أبواب مطر التى اكتشفها بابا بابا وعددها وألقى عليها أسئلته وكشف ماهيتها.