* الأقباط كانوا مهمشين والآن عاد التوازن وأطالب بعدم استخدام كلمة «طائفة» * المسيحيون متجذرون بالوطن ومصر علمت العالم «الرهبنة» واستقامة الإيمان * فروع للكنيسة المصرية فى 60 دولة والأقباط منتشرون فى 100 دولة * «عندما أري «الأهرام» أطمئن علي مصر.. وسعدت برئاسة تحريرها لمدة ثوانٍ * «الأهرام» أسهمت في بنائى فكريا وفى وقت الضيق كنت ألجأ لكاريكاتير صلاح جاهين * مسار العائلة المقدسة وتنشيط السياحة الدينية سيؤثران بالإيجاب على سمعة البلاد * مدرس الابتدائى أهم شخص فى المجتمع ويجب اختياره بعناية . * منذ الخمسينيات كان هناك نوع من التهميش للأقباط والآن عاد التوازن * سعيد برئاسة تحرير الأهرام لمدة ثوان معدودة * الفقى للبابا: أنتم فتحتم مدارسكم للجميع دون تمييز وريادة تعليم البنات كانت على أيدى الأقباط * مكرم : لن نجد فى (الأهرام) من لايحمى حقوق الأقباط * سلامة : علاقة الأهرام مع الكنيسة طويلة وممتدة وستظل دائمة * ثابت : نتعامل مع البابا كرمز وطنى خالص انطلاقًا من مقولته الخالدة: «وطنٌ بلا كنائس أفضل من كنائسٍ بلا وطن»
حاولنا قدر الإمكان أن نتكتم خبر الزيارة التاريخية للبابا تواضروس الثاني إلي ( الأهرام ) لدواع أمنية ، وخشية عدم إتمامها لأي حدث طارئ ، ولكن في صباح يوم الزيارة الثلاثاء 23 يناير 2018 كانت الوجوه الضاحكة والقلوب الفرحة والسعادة الغامرة تظلل كل العاملين في الأهرام كاشفة عن الزيارة غير المسبوقة فهي الأولي ل «البابا تواضروس» بعد نحو خمس سنوات من جلوسه علي الكرسي البابوي في 18 نوفمبر 2012 ، وقبل نحو ساعتين من الزيارة امتلأت منطقة الجلاء حيث مقر الجريدة بلافتات الترحيب بزيارة البابا شديدة الفخامة، وبدأت الأصوات تعلو متي سيصل البابا ، وبالرغم من أن الموعد المتفق عليه كان قبل نحو أسبوعين في السادسة والنصف مساء، الا أن رئيس التحرير علاء ثابت طلب من قداسة البابا تبكير الموعد نصف ساعة للجلوس مع أسرة التحرير ، وكانت المفاجأة وصول قداسته الساعة الخامسة وخمس وأربعين دقيقة ، كان في استقبال البابا والوفد المرافق له والذي ضم الأنبا ماركوس الأسقف العام لكنائس حدائق القبة وتوابعها والقس أنجيلوس إسحق والقس أمونيوس عادل سكرتيري البابا والقس بولس حليم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية ،وإيريني وجدي من مكتب سكرتارية البابا ، نقيب الصحفيين ورئيس مجلس إدارة الأهرام عبد المحسن سلامة ، ورئيس تحرير الأهرام علاء ثابت وعدد من القيادات الصحفية والإعلامية ولفيف من العاملين بإدارات الأهرام المختلفة ،و من اللحظة الأولي كان البابا سعيدا وودودا ومنفتحا ومرحبا بكل من يصافحه أو يطلب التقاط صورة معه .
متحف الأهرام « تاريخ وطن » أولي فاعليات الزيارة كانت افتتاح قداسة البابا لمتحف الأهرام تاريخ وطن والذي ضم الأعداد الأولي من جريدة الأهرام، وأهم المانشيتات التي تصدرت أعداد الأهرام خلال الأحداث المهمة والتاريخية التي مرت بها مصر. وقد أقيم هذا المتحف في بهو الأهرام خصيصًا تقديرا لقداسته ،ويضم أجزاء من تاريخ الأهرام عبر قرن ونصف قرن من الزمان ،وكان من اللافت توقف البابا أمام كل عنوان ،وسرد ذكرياته مع بعض الأحداث التي عاصرها ، وأبدي إعجابه الشديد بما سطره الأهرام عن وضع حجر الأساس وافتتاح الكاتدرائية المرقسية بالعباسية عام 1968 في عهد حبرية البابا كيرلس السادس، وبحضور الرئيس جمال عبد الناصر وامبراطور إثيوبيا هيلاسلاسي ، وبالرغم من أنه كان مقررا أن تكون الفترة الزمنية لزيارة متحف الأهرام « تاريخ وطن «لدقائق معدودة إلا أن إعجاب البابا بكل مانشيت للأهرام أطال وقت وجوده في المتحف لأكثر من نصف ساعة . البابا على طاولة الديسك المركزى بصالة تحرير الأهرام
البابا تواضروس رئيساً لتحرير الأهرام المحطة الثانية في زيارة البابا للأهرام كانت في الطابق الرابع ،وبدأها بزيارة خاطفة لمكتب رئيس التحرير علاء ثابت ،بعدها توجه إلي قاعة لبيب السباعي حيث تعقد اجتماعات مجلس التحرير يوميا، ثم توجه إلي صالة التحرير ،وفوجئ الجميع بوجود عدد كبير من صحفيي الأهرام في انتظار البابا بالرغم من أن الدعوة كانت مقتصرة علي رؤساء الأقسام ، وجلس البابا علي رأس طاولة ( الديسك المركزي للأهرام ) ودار حديث ودي للغاية بين البابا وصحفيي الأهرام بدأه عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين ورئيس مجلس إدارة الأهرام قائلا : كنا نشتاق لهذه الزيارة ونشكرك علي تلبية الدعوة، وأضاف: علاقة مؤسسة الأهرام مع الكنيسة طويلة وممتدة، فعلاقة الأهرام بمسيحيي مصر ستظل دائمة ، ومن جانبه قال البابا: إنه يعتز بجريدة الأهرام وأنه تعلم من صفحاتها الكثير، مضيفا إن جزءا من بنائي الفكري كان من خلال الأهرام ،ووالدي كان يعطيني دروسا من جريدة الأهرام ، فكان يطلب مني وأنا في المرحلة الإعدادية قراءة مقال الأستاذ محمد حسنين هيكل ( بصراحة ) مع الاستماع إليه بصوت الإذاعي الكبير جلال معوض ، وأضع خطا تحت الكلمات التي لا أعرفها مثل ديمقراطية ، وشيوعية ، كما تعلمت من الأهرام البناء الفكري والثقافي، من مقالات الدكتور زكي نجيب محمود والتي كنت أقرؤها وأدرسها وألخصها عندي ، وكذلك توفيق الحكيم، ونجيب محفوظ ، وكان من هواياتي قص كاريكاتير صلاح جاهين يوميا من الجريدة ،وأجمع كل ثلاثين كاريكاتيرا في مجلد صغير ،وفي وقت الضيق ألجأ إليها. وقال البابا مداعبا جمع الصحفيين الغفير الذي التف حوله :الساعة الآن تقترب من السابعة ، ألم ينته وقت عملكم ؟، فجاءته الإجابة جماعية نحن نعمل 24 ساعة فهناك ثلاث طبعات يومية للأهرام ، فقال البابا أنا سعيد بوجودي في المكان الذي تطبخ فيه الأهرام ،وها نحن نشاهد عملية طبخ سريعة لعدد الغد ، فضحك رئيس التحرير علاء ثابت وقال للبابا : هذه بروڤة عدد الغد من جريدة الأهرام يزينها في الصفحة الأولي خبر زيارتكم التاريخية للأهرام ،ومعه صورة لكم تم التقاطها فور وصولكم لمقر الجريدة لتلحق بالطبعة الأولي ، وطلب رئيس التحرير من البابا أن يعتمد البروڤة بتوقيعه ،وسجل البابا بخطه الجميل الأنيق اعتماد البروڤة، قائلا: أنا سعيد برئاسة تحرير الأهرام لمدة ثوان معدودة . البابا مع كبار الكتاب
مع الكبار في البانوراما أما المحطة الثالثة في زيارة البابا التاريخية للأهرام فكانت في بانوراما الأهرام في الطابق الثاني عشر، حيث كان في انتظاره كبار المهنة والكلمة (الأساتذة : مكرم محمد أحمد ، صلاح منتصر ، فاروق جويدة ، د.أسامة الغزالي حرب ، سناء البيسي ، د.سمير مرقس ، د. هالة مصطفي ،د. مصطفي الفقي رئيس مكتبة الاسكندرية ، والعديد من القامات الصحفية من قيادات الأهرام الشابة ، وقد بدأ اللقاء الفكري بكلمة نقيب الصحفيين ورئيس مجلس إدارة الأهرام ،حيث قال فيها : أرحب بهذه الزيارة التاريخية لقداسة البابا لمؤسسة الأهرام، فما بين الكنيسة والأهرام عشق قديم يتجدد، ولكل من المؤسستين رمزية، فيونان لبيب رزق قال عن الأهرام إنه ديوان الحياة المعاصرة، وقداسة البابا قال عبارة أثلجت صدري وهي: «لما بأشوف الأهرام أطمئن علي مصر» إن قداسة البابا إنسان عظيم ، وقامة كبيرة ورمز من رموز الوطن، والدور الذي تقوم به الكنيسة المصرية دور عظيم منذ القدم. وأضاف: ونحن اليوم في استقبال البابا متأكدين أن الحوار سيكون ثريًا لأن البابا عاشق الفكر. ثم ألقي رئيس تحرير الأهرام علاء ثابت كلمته قائلا : دعوني في البداية أعبر بالأصالة عن نفسي ونيابة عن أسرة تحرير الأهرام عن سعادتي وتقديري لوجود قداسة البابا بيننا اليوم في جريدة الأهرام، وأن أتوجه بخالص التهنئة بمناسبة عيد الميلاد المجيد ، وبمناسبة عيد جلوسه الخامس الذي حل علينا قبل نحو شهرين، ونحن في الأهرام نتعامل مع قداسته ليس باعتباره رمزا دينيا مسيحيا فحسب،ولكننا نتعامل معه علي أنه رمز مصري وطني خالص،وذلك انطلاقا من مقولته الخالدة «وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن»... والأوطان أبقي من الكنائس، والكنيسة مؤسسة من مؤسسات الدولة،ومؤسسة أمينة علي الوطن، فهو بحق رجل الوحدة الوطنية، وليس ذلك بجديد علي الكنيسة المصرية، إذ يعد البابا في الحقيقة امتدادا طبيعيا لما درج عليهم أسلافه، الذين التزموا جميعا بخط الكنيسة المصرية في إعلاء قيمة الوحدة الوطنية ، ومواجهة كل الدعوات والأصوات المتطرفة،وكذلك مواجهة كل محاولات استغلال ملف المسيحيين للنيل من مصر ومن وحدتها الوطنية.
وحوارنا الليلة ينطلق من تلك الأرضية،لننهل من ثقافته الواسعة،ونستمع إلي آرائه في كل ما يشغل الرأي العام المصري من قضايا ومشكلات. ثم تحدث البابا تواضروس قائلا: أحسب نفسي سعيدًا أن أكون في هذا المكان، الذي أسهم في معظم تكويني الثقافي والسياسي والوطني والقومي والمعرفي بصفة عامة من خلال جريدة الأهرام. وسعيد أن أكون في وسط هذه الكوكبة، وسعيد بحفاوة الاستقبال وكل الأحباء العاملين. وأضاف: الكنيسة المصرية كنيسة وطنية، فقد بدأت في منتصف القرن الأول الميلادي ولأن الإسكندرية هي أول مدينة نالت المسيحية، صار لقب البابا: «بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية». وأوضح أن البابا يستطيع أن يرسم بطاركة. وكلمة «بابا» أتت من الصعيد «أَبَّا» أو «أَمَّا» فصارت كلمة البابا. ولقب بابا استخدم في مصر أولًا، وبعد ذلك انتقل اللقب إلي روما. والكنيسة هي المؤسسة المصرية الوحيدة عبر عشرين قرنا من الزمان لم تحتل من أحد، الوطن احتل ولكن الكنيسة لم تحتل ..!! وبقيت الكنيسة مصرية خالصة حاضرة في وسط مصر تؤمن بالوطن إلي أقصي درجة، ومن علمنا محبة الوطن وقيمة مصر هي الكنيسة. والكنيسةالمصرية مرت بثلاثة عصور رئيسية وتسمي الأهرام التاريخية للمسيحية. الهرم الأول، اللاهوت: مصر علمت العالم اللاهوت واستقامة الإيمان المسيحي، ومدرسة الأسكندرية اللاهوتية أول مدرسة علمت اللاهوت للعالم. الهرم الثاني، الاستشهاد فالكنيسة مرت بأنواع كثيرة من الاستشهاد ،وقدمت شهداء عددهم يفوق شهداء العالم كله. وأشهر الشهداء المصريين علي أرض مصر مارمينا العجايبي ،وله دير علي بعد 60كم من الأسكندرية. ودير القديسة دميانة (أشهر شهيدة مصرية) موجود في البراري. الهرم الثالث، الرهبنة: أول راهب نشأ علي أرض مصر هو أنبا أنطونيوس الكبير، ومن مصر انتشرت الرهبنة والأديرة في العالم كله. وفي مصر أيضًا نشأت اللغة القبطية والتي هي تزاوج بين اللغة المصرية القديمة واللغة اليونانية ،ومازالت اللغة القبطية متداولة بيننا حتي اليوم ،فمثلًا كلمة شبرا تعني قرية، وشبرامنت يعني القرية الشمالية، وشبراخيت القرية الجنوبية، وكذلك كلمة هيصة وفلافل وفوطة كلها كلمات قبطية، ومازلنا نستخدم اللغة القبطية في صلواتنا حتي اليوم. ورؤيتي للكنيسة أنها أحد أعمدة الوطن وكلكم زرتم معبد الكرنك، ومصر علي اتساعها هي معبد كبير ممتلئ بالأعمدة، مثل عمود الثقافة وعمود السينما وعمود الأزهر وكذلك الكنيسة والجيش والشرطة وهكذا. ولا يمكن أن يستغني الوطن عن أي من هذه الأعمدة. ودايما أقول إن كل دول العالم في يد الله أما مصر فهي في قلب الله. وتجد عناية خاصة من الله الساهر عليها ولذلك سميت أرض الكنانة أي أرض الأمن. ووجود الكنيسة المصرية بتاريخها وحضارتها وصلواتها شيء مميز في كل العالم، والعالم ينظر إلي كنيستنا علي أنها الكنيسة الأم. والكنيسة المصرية كنيسة وطنية خالصة ،تحرس الوطن وتنظر إلي صالح الوطن،ونتعلم منها محبة الوطن ونري أن مصر هي جوهرة كل الدول. كل هذا تعلمناه من آبائنا الذين سبقونا، البابا كيرلس ،والبابا شنودة، وهكذا جيل يسلم جيلا. الوطن والكنيسة ثم توالت المداخلات حول مختلف قضايا الوطن وكيف تسترد الشخصية المصرية عافيتها ، وتعود الألفة والمحبة بين أبناء الوطن الواحد ، وكانت أول مداخلة للمفكر الدكتور مصطفي الفقي حيث أكد أن قدوم البابا تواضروس الثاني في ذلك الوقت من التاريخ هو كلمة القدر ، وأضاف ان العالم كله يحترم أقباط مصر، وفي عام حرق الكنائس رشحت أقباط مصر لجائزة نوبل. وتابع موجهًا كلامه للبابا: أنتم فتحتم مدارسكم للجميع دون تمييز، وريادة تعليم البنات كانت علي أيدي الأقباط والبابا كيرلس الرابع «أبو الإصلاح» استقبل المطبعة هو والشمامسة بفرح كبير. وتابع تعاملتَ مع كل الظروف الصعبة بالصبر واعتصمت بالوطنية وحب الوطن ونحن أحيانا نجتمع كمسلمين ليس بيننا قبطي واحد ،ولكن لا تتخيل كم يكون الحديث وديا محترما لأشقائنا في الوطن الذين تحملوا الكثير في صبر ومحبة، وزيارتكم اليوم للأهرام بحق زيارة تاريخية. وقال مكرم محمد أحمد رئيس الملس المجلس الأعلى للإعلام إنه يشعر بالسعادة لوجود البابا تواضروس بابا الاسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية في مؤسسة الأهرام،ويصعب أن تجد في هذه الجريدة (الأهرام) من لايحمي حقوق الأقباط. ووجه السؤال لقداسة البابا: هل يعاني الأقباط من التهميش في مصر؟ ورد البابا تواضروس أنه بلا شك منذ الخمسينيات كان هناك نوع من التهميش للأقباط وتزايد مع السنين، ولكن المنصف والقارئ للتاريخ يجد أن التوازن عاد حاليا، موضحا أنه شيء جيد أن يكون لنا قانون لبناء الكنائس ،وكذلك إصرار الدولة علي بناء الكنائس التي هدمت في 14 اغسطس 2013،وزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لنا في الكاتدرائية خطوة جيدة. وتابع البابا : لم نصل إلي نهاية الطريق ولكننا في بدايته ،ومازال هناك أصحاب النفوس الضيقة مثل مسئول هنا ومسئول هناك لذلك نحتاج إلي التنقية، وهذا يحتاج إلي وقت. ويمكن التغلب علي ذلك بنشر روح التسامح وجهود الثقافة والإعلام في هذا الشأن مهمة للغاية .
ومن ناحيته أكد الكاتب الكبير صلاح منتصر أن الدولة سبقت المواطنين في المواطنة، ولابد أن نعترف أن الطائفية موجودة فما زال هناك من يكفر غير المسلم وهناك من يرفض تهنئة المسيحيين،ولكن الكنيسة القبطية لم تصدر للمسلمين ما يجب أن يعرفه المسلمون عن أشقائهم المسيحيين . وسؤالي هنا ما هو دور الأزهر والكنيسة في علاج هذا الأمر ؟ ورد البابا: ذات مرة عقد بيت العيلة مؤتمرا لأربعين من الأئمة والكهنة لمدة 3 أيام في أحد الفنادق ،وفي ختام المؤتمر التقوا لمدة ساعة مع فضيلة الإمام شيخ الأزهر ثم إلتقوا بي وأتذكر أن أحد الشيوخ قال لي: كنت حينما أمشي في الشارع ويتصادف وجود أحد الكهنة ،كنت أترك الشارع وأمشي في اتجاه آخر، ولكن الآن بعد هذا المؤتمر لو وجدت كاهنا حتي لو كان بعيدًا عن مساري سأذهب إليه وأصافحه ..!! وهذا يؤكد أن لقاءاتنا تزيدنا تعارفا ومحبة.
ورحب المفكر والشاعر الكبير فاروق جويدة بالبابا: تواضروس الثاني ثم تساءل : هل هناك تشوهات أصابت الشخصية المصرية ؟! موضحا أنه التقي البابا شنودة الراحل وتحدث عن شخصيتين في الإسلام هما عمر بن الخطاب ،وعلي بن أبي طالب ،واستكمل: ومكرم عبيد كان يترافع في المحاكم بالقرآن الكريم ،ولم يكن لدي أحد غضاضة في ذلك ، مرجحًا أن يكون التشوه الفكري هو الذي وصل بنا إلي مايحدث الآن. وعلق البابا: إن ماحدث تلوث للفكر وهو محصلة عوامل كثيرة جدًا. وأكد أن المحور الثقافي مهم جدًا في تنشئة الإنسان،متابعًا : تعلمت محبة الوطن في مدارس الأحد مؤكدا أن مدرس المرحلة الابتدائية هو أهم شخص في المجتمع المصري ولا يصلح أي شخص لهذه المهمة فأهم مادة خام هم الأطفال، ويجب أن نحرص علي ماذا يتلقون وماذا يتعلمون ، مطالبًا بضرورة أن يتم اختيار الطالب الذي يلتحق بكلية التربية بنفس معيار اختيار الطلاب الذين يلتحقون بالكليات العسكرية والشرطة. وأضاف أن الكنيسة تعتمد علي تربية الأطفال من خلال التعليم الديني بمدارس الأحد، وفي هذا العام تحتفل الكنيسة بمرور 100 عام علي تأسيس مدارس الأحد،وأشار إلي أن مدارس الأحد هي نظام تعليمي يدخله كل طفل، قائلا: «نحن جميعا تعلمنا في مدارس الأحد من أول البطريرك والأسقف والكاهن حتي أصغر خادم في الكنيسة ،وتابع أن «تدريس التاريخ في المدارس حل لجميع المشاكل التي تواجه مصر، لذلك لابد من وجود مناهج تشرح ،وتقدم هذا التاريخ حتي يفتخر به كل مصري أمام العالم كله». واستحسن البابا فكرة مكرم محمد أحمد في تدريس منهج مشترك لطلاب المرحلة الابتدائية يقدم ما يجمع الاسلام والمسيحية من قيم مشتركة ، علي أن يقدم منهجا خاصا بكل عقيدة في مراحل التعليم التالية . وفي ختام لقاء البابا بكبار الكتاب سأل مندوب الأهرام لدي الكنيسة البابا ، ماذا تطلبون من هذه الكوكبة و القامات الإعلامية الكبيره ؟ فأجاب البابا سأكون سعيدًا حين يعرف المصريون جزءا من التاريخ القبطي من خلال الصحافة ،فإظهار مشاهد من التاريخ المصري المسيحي له أهميته ، وطالب بعدم استخدام كلمة طائفة لأنها تأتي من فعل يطوف، وأضاف: والمسيحيون لايطوفون فهم متجذرون في هذا الوطن منذ آلاف السنين والكنيسة الأم أصبح لها فروع في كل العالم فنحن لنا كنائس في 60 دولة، ولنا أقباط في 100 دولة بالعالم،وتفاعل الأقباط في مختلف بقاع العالم صورة حية وجميلة لمصر .
وطلب البابا الاهتمام بمسار العائلة المقدسة قائلا إنه في حالة اهتمام الدولة والشعب بمسار العائلة المقدسة وتنشيط السياحة الدينية في مصر فإن ذلك سيؤثر بالإيجاب علي سمعة مصر في الخارج وسيحقق دخلا كبيرا بالعملة الصعبة ربما يفوق دخل قناة السويس، فإسبانيا لديها مسار سياحي يأتي إليه أكثر من 70 مليون زائر في العام لزيارته وهذا ليس مسارًا مقدسًا، وإن استثمرت الدولة مسار العائلة المقدسة سوف يصل عدد الزائرين إلي مصر أكثر من ذلك.
مفتاح الأهرام والعدد الاول هدية للبابا
البابا عاشق الأهرام أعلنها البابا تواضروس في أكثر من مناسبة أن الأهرام هي جريدته المفضلة ، وتربطه بصفحاتها علاقة ممتدة لسنوات طويلة ، ودائما يعبر البابا عن تقديره لمصداقية الأهرام ، ويصفها بأنها أحد أعمدة الوطن الراسخة التي يستطيع أن يعرف أي باحث من خلالها التعرف علي كل ماجري في مصر خلال ما يقرب من قرن ونصف قرن هو عمر الأهرام ، ومنذ جلوسه علي الكرسي البابوي كان للأهرام السبق في إجراء عدد من الحوارات الخاصة ، قال من خلالها البابا رسائل شديدة الأهمية من بينها ( الأهم مستقبل الوطن وليس الأقباط ) و ( فرحة ميلاد المسيح أكبر من أي حزن) (نحن في يد الله ولا نخشي التفجيرات الإرهابية ) (انحزت في 30 يونيو لإرادة الشعب وانقاذ الوطن ) . ويخصنا البابا تواضروس بما يكتبه من مقالات في المناسبات الدينية والوطنية المختلفة ، ولذلك فإن ثقة وتقدير البابا عاشق الأهرام وملايين القراء تلقي علي عاتقنا نحن كل العاملين في الأهرام مسئولية كبيرة للحفاظ علي هذه الثقة والتقدير .
«مفتاح الأهرام» والعدد الأول هدية ل «البابا» فى ختام الزيارة تم أهداء البابا مفتاح الأهرام ،وأهداه رئيس التحرير علاء ثابت ألبوم مقتنيات الأهرام والعدد الأول من جريدة الاهرام ، كما أهدى الأهرام ل» البابا» لوحة بورتريه لقداسته بريشة الفنانة سلوي فوزي . من جانبه قدم البابا هدايا للحاضرين من أعمال الأديرة عبارة عن لوحة لمسار العائلة المقدسة في صورة كتاب مغلف بعلم مصر ،وأحدث إصدارات لقداسة البابا بعنوان (كل ما يصنع ينجح فيه ) وموضوعاته الفكر المنفتح والفكر المتسع ،عمل فني من الور ق من أعمال الأديرة ويحكي عن الأمل .
البابا يهدى الأهرام لوحة فنية خاصة عنوانها الأمل السيرة الذاتية ل «البابا تواضروس الثانى»
الاسم : وجيه صبحى باقى سليمان ولد في اليوم الرابع من شهر نوفمبر سنة 1952، في مدينة المنصورة، تخرج في كلية الصيدلة، جامعة الإسكندرية عام 1975. خلال عام 1978 و 1979 حصل علي منحة من جامعة الإسكندرية ،و حصل علي دبلومة «الصيدلة الصناعية». كماحصل أيضا علي زمالة من منظمة الصحة العالمية (WHO) لدراسة مراقبة الجودة في تصنيع الدواء، في مستشفي تشرشل، أكسفوردإنجلترا عام 1985. وحصل علي شهادة في اللاهوت من كلية اللاهوت بالإسكندرية عام 1983. عمل بمصنع أدوية تابع لوزارة الصحة وتمت ترقيته حتي أصبح مدير المصنع،وبعد أن عمل في هذا المصنع لمدة 10 أعوام و 10 أشهر و 10 أيام، قدم استقالته ليذهب إلي الدير. وفي عام 1986 دخل قداسته دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون كطالب رهبنة، و في سنة 1988 نال الرهبنة، و أصبح اسمه ثيؤدور الأنبا بيشوي، وفي سنة 1989 أصبح قسيسا ،وخدم مع نيافة الأنبا باخوميوس في ايبارشية البحيرة بدمنهور في الفتره من 1990 حتي 1997، وفي يوم 15 يونيو سنة 1997 نال الأسقفية باسم الأنبا تواضروس، وصار أسقفا عاما لمساعدة نيافة الأنبا باخوميوس في ايبارشية البحيرة و مطروح و الخمس مدن الغربية. مع التركيز علي خدمة المنطقة الصحراوية بكنج مريوط و الساحل الشمالي، غرب الاسكندرية. خلال هذه الفترة كتب عدة كتب وأسس بعض الأنشطة المهمة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مثل مهرجان الكرازة لجميع الأعمار . زار العديد من البلدان للعمل الرعوي و التعليم المسيحي في ليبيا و سوريا و السودان و ألمانيا و النمسا وإيطاليا. وقبل جلوسه علي الكرسي البابوي قام قداسته بتأليف 12 كتابا في اللاهوت المسيحي والتعليم، بالإضافه إلي كتبه بعد البابوية. في 4 نوفمبر سنة 2012 اختير من خلال القرعة الهيكلية ليصبح البطريرك ال 118 بطريرك الاسكندرية و الكرازة المرقسية. وأقيمت مراسم التنصيب في 18 شهر نوفمبر 2012.