أخرج جلال الدين السيوطي في كتابه حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة ان مصر ذكرت في القرآن الكريم في ثمانية وعشرين موضعا وأكثر ذكرا صريحا أو كناية. ونقل عن الكندي تعليقه علي طائفة من آياته فيها قوله: لايعلم بلد في أقطار الأرض أثني عليها الله في القرآن بمثل هذا الثناء, ولا وصفه بمثل هذا الوصف ولا شهد له بالكرم غير مصر أجل فلقد كانت مصر فعلا في تاريخ كل دين. منها كانت هاجر المصرية زوجة أبو الأنبياء خليل الرحمن إبراهيم لتكون أما لبكر بنيه اسماعيل الذي باركه الله فكان صديقا نبيا ومنه تخرج أمة العرب فتشرف هاجر المصرية الأصل بالفرع اسماعيل وتخليدا لتلك الفتاة المصرية يفرض السعي علي عباده حاجين ومعتمرين كما سعت هي بين الصفا والمروة بحثا عن الماء, وجاء اليها يوسف الصديق صبيا في معانة العبودية وذل الاسر, إلا أن الله أراده مبعوثا يتعلم العلم في مصر المباركة حتي يصبح عزيزها ونبيها, قال تعالي (وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسي أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث). ونشأ فيها موسي حيث ربي وليدا أو لبث فيها من عمره سنين قال تعالي ولما بلغ أشده واستوي آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين. ويسوع فقد أتت به مريم تحمله حيث أقامت كما حدث الرواة مابين عين شمس وبابليون قال تعالي: وجعلنا ابن مريم وامه آية وأويناهما إلي ربوة ذات قرار ومعين المؤمنون .50 أما عن خاتم المرسلين محمد الأمين فكان حبه لمصر مكينا فقد تزوج من مصرية( مارية القبطية) كما فعل أبوه ابراهيم وانجبت له ولده ابراهيم وأحاديثه الشريفة في مصر معروفة ومشهورة فقد وصي بأهلها وذكر انهم في رباط وهم نعم الاعوان علي الاعداء. هذه هي مصر المباركة وهذا هو موقعها الذي باركه وشرفه الله وخليق بها ان يظل اسمها بعمل أبنائها وترابطهم خفاقا في العالمين جذابا للناس أجمعين. د. محمد عبدالعزيز الداودي جامعة الزقازيق