من محافظتي.. محافظة الفيوم.. دشن الرئيس محمد مرسي الجمعة الماضية, انطلاقة حملة (وطن نظيف), داعيا الجميع ليشمر عن ساعد الجد ويشارك في تلك الحملة الوطنية المهمة. والنظافة علاوة علي أنها قضية وطنية فإنها أيضا قضية إيمانية.. وقد ورد في الحديث الشريف أن (الطهور شطر الإيمان), أي أن النظافة نصف الإيمان, كما ورد في السنة المطهرة أن الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذي عن الطريق, وفي حديث نبوي ثالث أن رجلا أزاح شوكة من طريق فغفر الله له.. فدخل الجنة. والنظافة وإن كانت في النهاية سلوكا فرديا.. مطالبون جميعا بالتزامه إلا أنها أيضا قضية مؤسسات يفترض أن تكون مسئولة عن البيئة ونظافتها وحمايتها من التلوث وكل ما يؤذي أفراد المجتمع, ومن هنا فإنه لابد من تضافر جهود الأفراد الشعب مع المؤسسات والمحليات في مثل هذه الحملات وعدم إلقاء عبء المسئولية علي طرف دون آخر. في هذا السياق, تبرز تجربة رائعة من حي ناهيا بالجيزة, حيث قامت جمعية أهلية بالتعاقد مع أبناء المنطقة علي جمع القمامة من منازلهم مقابل خمسة جنيهات ونقلها, بوسائلها ومعداتها وأفرادها, الي نقطة وسيطة ثم تأتي أجهزة ولوادر وسيارات المحافظة لنقل تلك القمامة الي مقلب النفايات العام التابع للمحافظة. تجربة تبدو بسيطة, ولكنها في غاية الفاعلية وبدأت تؤتي ثمارها في هذا الحي, ولعل من المفيد تعميمها وربما تطويرها, من خلال الاستثمار الاقتصادي للقمامة, عبر مصانع إعادة التدوير Recycling والتي يمكن أن تدر دخلا معتبرا لأجهزة المحليات التي تعاني أو تشتكي من نقص التمويل أو قلة الإمكانات وتسهم في الوقت ذاته في رفع أجور ومرتبات عمال النظافة ومسئولي البيئة. تفاؤلي بلا حدود في نجاح تلك الحملة.. فنحن شعب جميل ونستحق وطنا نظيفا. المزيد من أعمدة هشام فهيم