لقد كانت حياة الرسول وسيرته مدرسة تربية خلقية سلوكية شاملة حتي الانماط التي لاتظهر فيها اول الامر اسس المفاهيم كانت في حياة رسول الله صلي الله عليه وسلم موصولة فكان لها صفة الظواهر الناتجه عن اخلاق راسخه في النفس متمكنه في اركانها. ولذلك كان رسول الله مزكيا لمن آمن به واتبعه واقتدي به واهتدي بهديه بقوله وعمله واخلاقه وفي وصفه قال الله تعالي اهو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمه وان كانوا من قبل لفي ضلال مبينب. ولما كان رسول الله صلي الله عليه وسلم كما يبين الدكتور سعيد اسماعيل علي استاذ اصول التربيه بجامعة عين شمس في موسوعته التطور الحضاري للتربيه الاسلاميه اعلي مثل في كل صفاته الخلقيه والسلوكيه كان اولي بالمؤمنين من انفسهم وبذلك وصفه الله سبحانه بقولهب النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهمب كما جاء وصف الله لرسوله بالرحمه والرأفه في قوله سبحانه افبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولكب وتأكد تميز رسول الله بهاتين الصفتين وغيرهما في قوله تعالي القد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيمب وكون رسول الله حريصا علي المؤمنين يدل علي انه شديد ارادة النفع وابتغاء الخير لهم وشديد الاستمساك بهم من أجل سعادتهم وصيانتهم من كل ما يصرفهم عن الاعمال الصالحه ويؤذيهم ويضرهم في دنياهم وآخرتهم.. ومن مظاهر رحمته صلي الله عليه وسلم وصيته للأئمة في الصلاة ان يخففوا في صلاتهم رحمة بالضعفاء والمرضي والشيوخ وذوي الحاجات الذين يقتدون بهم ويصلون معهم كما جاء في قوله عليه السلام اإذا صلي أحدكم بالناس فليخفف فإن فيهم الضعيف والسقيم والكبير وذا الحاجهب وقد وجه الله سبحانه رسوله الي ثلاثة انواع من السلوك النموذجي لكل من يتولي موقع القياده وهي العفو والاحسان والتكريم فقد اوصي الله رسوله بأن يعفو ويصفح حتي عن غير المسلمين مادام العفو والصفح مظنة لاصلاحهم أو تخفيف شرورهم وفي تأديب الله لرسوله قال تعالي افاصفح الصفح الجميلب وقوله سبحانه ا فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمونب فكان رسول الله يقابل أذي أهل الشرك بالصفح الذي لايكون مقرونا بغضب أو تذمر من المواقف المؤلمة.