وسط أجواء حزينة وحضور كبير من رموز مهنة الصحافة وأسرة «الأهرام» يتقدمهم كرم جبر، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وعبد المحسن سلامة، رئيس مجلس إدارة الأهرام ونقيب الصحفيين، وعلاء ثابت، رئيس تحرير الأهرام، وعدد من أعضاء مجلس نقابة الصحفيين، ونجله عمر نافع، وعدد من أفراد الأسرة، وصل الى مطار القاهرة فى السابعة من صباح أمس جثمان الأستاذ إبراهيم نافع رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير الأهرام ونقيب الصحفيين الأسبق، قادما من دبي، حيث وافته المنية بأحد مستشفياتها فجر أمس الأول. ومن المقرر أن تقام جنازة الفقيد أمام المبنى الرئيسى لجريدة «الأهرام» الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم، ثم ينقل الجثمان إلى مسجد عمر مكرم لإقامة صلاة الجنازة عليه، قبل أن يوارى الثرى بمقابر الأسرة فى مدينة أكتوبر. كما سيقام عزاء الفقيد بالمسجد نفسه مساء غد. وقد حرص الحضور أمس على استقبال الجثمان لحظة خروجه بسيارة الإسعاف من باب 35 بمطار القاهرة، لإلقاء نظرة الوداع وقراءة الفاتحة على روحه. وخلال استقباله الجثمان، أكد عبد المحسن سلامة أن نافع كان وسيظل قيمة كبيرة وصرحا من صروح «الأهرام»، مؤكداً أنه أضاف للمؤسسة الكثير جدا طوال أكثر من 25 عاما كرئيس لمجلس الإدارة والتحرير، وهو صاحب الإصدار الثالث ل«الأهرام» بعد سليم وبشارة تقلا ومحمد حسنين هيكل، وصمم إمبراطورية اقتصادية ضخمة للمؤسسة، وقام بإنشاء شركات اقتصادية، وأيضا الجامعة الكندية، وتوسع فى الإصدارات الصحفية. وأضاف سلامة أن إبراهيم نافع سيظل رمزا من رموز الأهرام التى لايمكن أن تنسى فى تاريخ المؤسسة، مشيرا الى أنه كان نقابيا من الدرجة الأولي، حيث استمر نقيبا للصحفيين لمدة ست دورات، ورئيسا لاتحاد الصحفيين العرب. وأكد نقيب الصحفيين أن نافع خاض معركة نقابية كبرى ضد القانون 93 بشكل محترم، ولم يخسر الدولة أو الصحفيين خلال هذه المعركة، كما نجح فى تحقيق مطالب الصحفيين وتغيير القانون، وحمل على عاتقه مهمة إنشاء المبنى الجديد للنقابة برغم الهجوم الشديد الذى تعرض له خلال هذه الفترة، وأصبح المبنى صرحا كبيرا ينعم به الصحفيون الآن، ليصبح لديهم أفضل مبنى نقابى فى العالم. وأضاف قائلا: إبراهيم نافع له بصمات عديدة، ومن هنا نحن حريصون على تكريمه، مؤكدا أن «الأهرام» ستقوم برد الجميل، وهذا أقل شيء يقدم له. ووجه سلامة عزاءه لجموع الصحفيين، وقال إن المصاب كبير، ومانفقده من رموز الصحافة يصعب تعويضه، ونحن نستمد منه كل قيمة. ومن جانبه، أكد علاء ثابت، رئيس تحرير الأهرام، أن نافع يعد واحدا من أهم رموز الصحافة المصرية، فهو شخصية استثنائية للغاية، وله علامات بارزة وانجازات مهنية ستظل محفورة فى تاريخ المهنة، وهو قامة اقتصادية كبيرة، وعلى الجانب الإنسانى فهو شخصية استثنائية وترك فراغا كبيرا للغاية. وقدم ثابت عزاءه لكل صحفيى مصر فى فقدان الأستاذ إبراهيم نافع، داعيا الأسرة الصحفية إلى التوحد واستعادة وحدتها كما عهدناها معه. أما الأستاذ كرم جبر، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، فقد توجه بخالص التعازى لأسرة «الأهرام» ولكل الصحفيين، مشيرا إلى أن هذا المصاب الجلل أحدث أمورا ايجابية، وهى استعادة قيمة الوفاء ورد الجميل، وقال: لابد من تكريم الأستاذ إبراهيم نافع، لأنه لم يستطع قضاء أيامه الأخيرة فى بلده مصر. وأضاف جبر أن عزاء الأستاذ نافع سيكون مظاهرة حب واحترام لهذه القامة الكبيرة، مشيرا إلى أن خروج جثمانه من مبنى «الأهرام» سيكون مشهدا جللا ينم عن الوفاء والاحترام، وهذا درس مستفاد حتى لاتتكرر مواقف الغدر مرة ثانية من الجماعة الصحفية. وقال جبر إنه للأسف الشديد، بعض الذين تولوا المسئولية بعد إبراهيم نافع فى فترات لاحقة لم يعطوه حقه، وكان هناك بعض من أبناء المهنة الذين غدروا به. وأكد أن الصحافة مهنة شريفة تدافع عن الحق والشرفاء، ولكنها تحولت فى الفترة الأخيرة من جانب البعض إلى مهنة لاغتيال الشرفاء، ودفع نافع الثمن بالنيابة عن الكثيرين. وبالنسبة للصحافة كلها كان الأمر مهما، لأن جميع الصحفيين شعروا بأن هذا الرجل تعرض للظلم، ولكن ما نشهده الآن ليس رحيلا لصحفي، ولكنه رحيل لزعيم للصحافة المصرية، الذى دافع عن المهنة، وأن الحق قد تم رده لأصحابه، مشيرا إلى أن الأستاذ نافع نموذج يمثلنا جميعا. ومن ناحيته، أكد حاتم زكريا، السكرتير العام لنقابة الصحفيين، أن إبراهيم نافع كان شخصية نقابية نادرة، ويعلم ذلك كل من عمل معه نقابيا، فكان نقيبا لكل الصحفيين، وكان يقدم لهم كل مايستطيع لخدمتهم وخدمة المهنة، وهو ماظهر جليا فى معركته التى قادها مع جموع الصحفيين لمواجهة القانون رقم 93 لسنة 1995، والتى انتصر فيها لحرية الصحافة والصحفيين.