فى مهرجان المرأة العربية

الجمال تصنعه نساء مبدعات

«مصر جميلة خليك فاكر».. على مر خمسة عشر عاما قضتها آمال إبراهيم، رئيس مهرجان المرأة العربية للإبداع، تجوب فيها مطارات العالم من خلال عملها كمضيفة طيران كان هذا اللحن يطاردها أينما حلت وكلما أعجبت بمكان أو بشعب وجدت أن مصر أجمل، لكننا لا نبذل المجهود الكافى من أجلها ولا نهتم بإبراز جمالها وتعريف العالم باللوحات الطبيعية الساحرة المتناثرة على أرضها.
وبعد انتقالها للعيش فى مدينة شرم الشيخ تقول: أصبح الأمر بالنسبة لى كالكابوس، وكان السؤال يلح علي, كيف لا يصل كل هذا الجمال إلى العالم بما يليق به؟ لقد شاهدت مدنا أقل جمالا تجلب سياحة أكبر، ويأتى إليها الناس من كل حدب وصوب، وكنت كلما حضرت أيا من مؤتمرات تنشيط السياحة أرى كم هى هزيلة الإمكانات فى أغلب الأوقات وكثيرا ما تحقق نتائج عكسية لضعف الفكرة أوعدم الاهتمام بالتفاصيل.
وتضيف: من خلال عملى واقترابى من عدد كبير من المجتمعات العربية كنت ألاحظ أن هموم المرأة العربية واحدة، وأنها بحاجة أكثر للتواصل بعيدا عن سيطرة الرجال، ورغم كل نجاحاتهن فلا يحظين بالاهتمام أو الاحتفاء الكافي.
تؤمن آمال بأن التغيير فى أى مجتمع لا يجئ إلا من خلال النساء وهن من يضفين الحياة على أى مكان، وعندما يحصلن على الفرصة لا يتنازلن عن النجاح، ولذلك جاءت فكرة إقامة مهرجان لإبداع المرأة العربية بدعم من السفيرة إيناس مكاوى مدير برامج المرأة بجامعة الدول العربية لتكريم الناجحات والمبدعات ورائدات الأعمال وكذلك توجيه الدعوة إلى أكبر عدد ممكن من السيدات العربيات وتعريفهن بسيناء وجمالها الساحر، فكانت الدورة الأولى فى العام الماضي، وهى تستعد لإطلاق الدورة الثانية فى 10 يناير المقبل وسط لفيف من السيدات العربيات من دول الخليج والمغرب العربي، بالإضافة إلى عدد كبير من الفنانات التشكيليات المصريات مع الحرص على إقامة عدد من الورش التدريبية والندوات حول تمكين المرأة وتنمية المشروعات الصغيرة وريادة الأعمال ومساعدة المرأة على تطوير أدواتها واكتساب مهارات النجاح والتحفيز الذاتي.
إلى جانب مؤتمر المرأة العربية أطلقت د.آمال إبراهيم مبادرة «يللا نلون مصر» لإعادة الجمال للحوائط والجدران فى مدن مصر، وتتساءل: لماذا نترك الجدران الصماء المتربة تثقل أرواحنا، وتسلب البهجة من قلوبنا؟ لماذا لا تعود شوارعنا إلى سابق عهدها كشوارع مبهجة مليئة بالألوان؟ فجاءت فكرة المبادرة بمشاركة عدد من الفنانين التشكيليين التى بدأتها فعلا بالاستعانة بلجنة متخصصة من أساتذة الفنون بجامعة الإسكندرية لإعادة تجميل مدينة دهب وتجميل «المشاية» الرئيسية فيها وإطلاق مسابقة الجداريات لاختيار أجمل جدارية لتشجيع فكرة تجميل الحوائط والبيوت فى مصر.
د.آمال زوجة وأم لثلاثة أبناء وخريجة كلية البنات بجامعة عين شمس، وحاصلة على الماجستير فى سوسيولوجيا الأدب النسائى ودكتوراه فى العلاقات الأسرية بالإضافة إلى دراسات عدة فى التنمية البشرية وعلم الطاقة.