تساؤل مهم يجب ان يشغلنا وان يحظى بالاهتمام والمشاركة الفاعلة كل فى موقعه، ماذا بعد اعتماد ميثاق الشرف الاعلامي؟ والذى جاء ثمرة جهد نخبة من الاكاديميين والإعلاميين المخططين والممارسين (16 عضوا) من أجيال مختلفة وتوجهات ومدارس فكرية متعددة وذلك بتكليف من اللجنة التأسيسية لنقابة الاعلاميين برياسة الاذاعى القدير حمدى الكنيسى فى مايو 2017 وبعد انجاز اللجنة لعملها وصدور الميثاق ونشره بالجريدة الرسمية فى العدد الصادر فى 20/ 12 / 2017 متضمنا ومؤكدا فى الديباجة علي: - يلتزم كل الاعلاميين بالاعلام المسموع والمرئى والالكترونى بنصوص ومواد ميثاق الشرف الاعلامى ومدونة السلوك المهنى للاداء الاعلامى من تاريخ نشره بالوقائع المصرية. - نقابة الاعلاميين هى الكيان الشرعى الممثل للإعلاميين فى الدفاع عن المهنية وحقوق اعضائها. وتحديد عدد 9 من المبادئ العامة الملامح العام للإعلام المصرى منها: احترام تراث الوطن وهويته ولغته وتنوعه الثقافى والحضارى وقبول ثقافة الآخر، وتأكيد دور الاعلامى فى حماية الوحدة الوطنية والتماسك القومي، واحترام الاعلامى لحقوق الجماهير مستمعين ومشاهدين،وعدد 20 واجبا مهنيا اخلاقيا منها: عدم انتهاك حرمة الحياة الخاصة والعائلية للمواطنين كافة. الالتزام بالحقوق التى نصت عليها المواثيق الدولية فيما يتعلق بالفئات المهمشة والأطفال والنساء ومتحدى الاعاقة، والتحقق مما ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعى من معلومات وقضايا قبل بثها. وعدد 11 حقا للإعلاميين لضمان أداء رسالتهم على الوجه الاكمل فى أمان واستقرار معنوى ومادى وأمنى ، ومنها: حق الاعلامى فى أن توفر له المؤسسة الاعلامية الامكانات اللازمة لأداء عمله طبقا لظروفها، وحق الاعلامى فى الحصول على ضمانات تعاقدية قانونية مع المؤسسة التى يعمل بها، وحق الاعلامى فى الحماية اللازمة أثناء عمله فى مناطق الأحداث من قبل الجهات المعنية خاصة اثناء الحروب والأزمات. وجاءت مدونة السلوك المهنى للأداء الاعلامى متضمنة عدد 22 بندا منها: احترام الدستور المصرى والالتزام به خاصة ما جاء فى ديباجته فيما يتعلق بنضال الشعب وإرادته فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو كطريق اختاره للمستقبل، والالتزام بعرض وجهات النظر بما يحقق التوازن فى طرح المادة الاعلامية، وعدم خلط الخبر بالرأى وان تكون الحدود الفاصلة بينهما واضحة للجمهور بما لا يدع اية مساحة للالتباس بين المعلومة والرأى الشخصى . ويأتى الميثاق كانجاز للنقابة بعد تأسيسها، وخطوة ايجابية عملية كانت تنتظرها الساحة الاعلامية والمجتمع ككل منذ سنوات لتحقيق أعلى درجات المنفعة من الاعلام المصرى بما يخدم مسيرة المجتمع التنموية والإصلاحية وكل قطاعات التركيبة السكانية دون تهميش لإحداها أو اتخاذ سياسة الصمت الاعلامى تجاه قضايا واحوال البعض خدمة لجهة او فكر ما ،وترجمة الوظائف المرتقبة من الاعلام السمعى والبصرى (راديو وتليفزيون) عبر كافة أنماطه الرسمية والخاصة كأحد القوة الرئيسية على مستوى الاعلام الخارجى دوليا وقوميا جنبا الى جنب مع جهود الدبلوماسية الرسمية. اذن على جميع سلطات الدولة الرسمية وذوى الصلة بميادين العمل الاعلامى والثقافى والمجتمع المدنى أن تشارك فى تفعيل وترجمة بنود الميثاق على ارض الواقع بما فى ذلك وسائل الإعلام من مؤسسات (شبكات وقنوات ومحطات) اذاعية وتليفزيونية، وكالات الإعلان وشركات الإنتاج البرامجى والدرامى وجمعيات المجتمع المدنى (جمعيات حقوق المستمعين والمشاهدين والمجالس القومية للمرأة والطفولة والنقابات الفنية، والجمعيات النشطة فى مجال المهرجانات الفنية ومنها على سبيل المثال المركز الكاثوليكى الذى ينظم سنويا مسابقة لأفضل الاعمال والمؤسسات التعليمية الاكاديمية والبحثية لنشر ثقافة أخلاقيات الممارسة الاعلامية وإعلاء طرفى المنظومة الاعلامية المهنية والأخلاقية معا، ويتطلب ذلك نشر وإتاحة الميثاق على مستوى واسع بالنشر والتوزيع بالوسائل التقليدية ووسائل التواصل الجديدة ، اعداد معهد التدريب الاذاعى والتليفزيونى احد قطاعات الهيئة الوطنية للإعلام دورات تثقيفية حول الجوانب الاخلاقية للإعلام وعلاقتها الوثيقة بتحقيق المهنية. الدعوة لإنشاء مرصد اعلامى يعنى برصد وقياس الالتزام ببنود ميثاق الشرف الاعلامى يتبع كليات ومعاهد وأقسام الاعلام فى الجامعات المصرية بشكل دورى وتعلن نتائجه فى كل الوسائل مع تخصيص جوائز للوسائل الملتزمة من قبل المجلس الأعلى للإعلام والهيئة الوطنية للإعلام. وهكذا تتحقق الشراكة فى تفعيل ميثاق الشرف الاعلامى وتأكيد المسئولية المجتمعية والمؤسسية تجاه اعلام مصر، عاش الاعلام المصرى بأفكار وابداعات الكوادر المؤهلة المدربة الواعية بمسئولياتها المهنية والوطنية. لمزيد من مقالات د منى الحديدى