لم يكن التعادل الذى حققه وادى دجلة أمس الأول مع الأهلى بلغة الحسابات مجرد رقم فى مشوار طويل لمسابقة الدوري، خاصة أن أحد أطراف هذا التعادل هو طارق العشرى مدرب دجلة الذى واجه الأهلى من قبل 25 مرة، ومن خلال عدة فرق، حيث واجه الأهلى وهو مدرب لحرس الحدود 15 مرة، وست مرات وهو مدير فنى لإنبى وعندما كان مدرباً للمقاولون العرب واجه الأهلى مرتين، ومع وادى دجلة مرة واحدة وفى بطولة دورى أبطال إفريقيا لعب أمام الأهلى مرتين وقت أن كان مديراً فنياً لفريق أهلى بنى غازى الليبي. ولم تكن نتائج العشرى كلها إيجابية بل إنه خسر أمام الأهلى 14 مباراة، منها تسع مباريات على يد البرتغالى مانويل جوزيه، كما أنه خسر من حسام البدرى ثلاث مرات، بالإضافة إلى كل من زيزو ومحمد يوسف وجوزيه بيسيرو. لكن هناك رقما إيجابيا لطارق العشرى فى مواجهة رقم سلبى لحسام البدرى الملقب ب«الجزار» الذى كان صاحب النصيب الأكبر والأوفر من تعادلات الأهلى أمام أى فريق يقوده طارق العشري، فالعشرى لا يعرف لغة التعادلات إلا أمام البدري، كما لو كان لديه القدرة على قراءة أفكار صديق الملاعب السابق ويعلم سيناريو توقعاته للمباريات وبالتالى ينجح فى إفساد مخططات البدرى الفنية. ست تعادلات سابقة نجح العشرى فى فرضها على البدرى وليس على الأهلى فقط، كان آخرها تعادل أمس الأول وهو مسئول عن وادى دجلة. وبدأت قصة تعادلات العشرى منذ موسم 2009/2010 وقت أن كان مدرباً لحرس الحدود، والغريب أن هذا الموسم شهد مواجهة الفريقين ثلاث مرات، منها اثنتان فى الدورى وواحدة فى نهائى كأس مصر قبل أن يحسمه الحدود بضربات الجزاء، والمفارقة الأخرى فى هذا الموسم هو انتهاء المواجهات الثلاث بنتيجة واحدة وهى 1/1. وفى الموسم الماضى تجددت المواجهات بين البدرى والعشرى ولكن تلك المرة وهو مدير فنى لفريق إنبى وفرض العشرى التعادل مرتين الموسم الماضى ذهاباً دون أهداف وإياباً بهدفين لكل فريق. ولم تكن التعادلات الستة وحدها هى التى حققها العشرى أمام البدري، بل سبق أن حقق الفوز على البدرى مع حرس الحدود بهدفين نظيفين فى كأس السوبر. صحيح أن البدرى مدرب قدير وله بصماته وانجازاته مع القلعة الحمراء، ونفس الأمر بالنسبة للعشرى الذى ينجح فى ترك بصمة واضحة على أى فريق يتولى مسئوليته، إلا أن هناك لغزا محيرا ومعادلة صعبة لم يستطع أحد فك رموزها أو معادلة تشفيرها.