تشير الدراسات النفسية الحديثة إلى أن التسامح يحتاج إلى موافقة عقلك العاطفي والتحليلي على مسامحة من حولك ومن أهم مؤشرات التسامح هو عدم شعورك بالغضب عند التفكير في الشخص أو الأشخاص الذين اساءوا إليك. وتشير الدراسات إلى أن ذلك يحتاج منك إلى تنظيف طاقتك الداخلية لتحسين اتصالاتك مع من حولك والتمتع الدائم بالأحاسيس الإيجابية وفي الوقت الذي لا تتسامح فيه مع من حولك ؛ يصعب على قلبك الشعور بالسعادة ، كما يصعب عليك عبادة الله لأنه سبحانه لا يتقبل إلا أصحاب القلوب السليمة نسيانك لآلام الماضي يخلصك من الشعور بالغضب الذي يستدعيه ذهنك من وقت لآخر ويفتح لك المجال في ترتيب خطط الحاضر ويؤهلك إلى الوصول إلى أهدافك المنشودة في المستقبل ويقول الله تعالى : وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ. ويتضح من آيات الله اتصال المغفرة والرحمة من الله بتقوى الله وتقوى الله تتحقق باجتناب كبائر الإثم والفواحش كما أوضح الله بالقرآن الكريم وتتصل كذلك رحمة الله ومغفرته كما يتضح بالآيات السابقة بالأنفاق في السراء والضراء أي بالزكاة وكذلك بكظم الغيظ والعفو عن الناس والإحسان لهم ؛ لأن كظم الغيظ وحده لا يحقق لك السعادة الداخلية والاتزان النفسي ، حيث تمتلئ نفسك بطاقة سالبة ، لابد من تخليص نفسك منها بالعفو عن الناس أي مسامحتهم والإحسان لهم أي مقابلة إساءتهم بإحسانك إليهم وذلك للفوز براحة البال وسكينة النفس في الدنيا ورضا الله ومغفرته ورحمته بالآخرة [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي;