المتحف القومى للحضارة بالفسطاط، واحد من أهم وأكبر المشاريع المصرية التى يتم إنجازها الآن، ورغم أنه بدأ العمل فيه عام 2004 منذ 13 عاما، وتكلف نحو 700 مليون جنيه، فإنه لم يجر افتتاحه حتى الآن، بعد أن تأخر افتتاحه لمدة تتجاوز 3 سنوات. ومع تعاقب وزراء الثقافة منذ ثورة 25يناير فإن العقبات لاتزال تحتاج لإزالتها، وإن كنت أعتقد أن زيارة وزير الآثار الدكتور ممدوح الدماطى مقر المتحف بمدينة الفسطاط ولقاءه مع أعضاء اللجنة العليا للمتحف، سيكون له مردود ايجابى لتذليل تلك العقبات حتى يرى المشروع الكبير النور قريبا، خاصة أن الكوادر التى يحتاجها موجودة فى انتظار تشغيل المتحف الذى سيغير كثيرا من شكل المنطقة ويجعلها قبلة للسياحة الداخلية والخارجية، لما يحتويه من كنوز وشروح لأعظم الحضارات الانسانية على مر التاريخ، فضلا عن موقعه فى قلب منطقة الفسطاط التى تعج بالآثار والطبيعة والتاريخ، والتى أنشأها عمرو بن العاص عام 640م على مساحة 25فدانا، ويستوعب المتحف 50ألف قطعة أثرية تحكى مراحل تطور الحضارة المصرية بالإضافة إلى عرض لإنجازات الإنسان المصرى فى مجالات الحياة المختلفة منذ فجر التاريخ حتى وقتنا الحاضر، كما يحتوى على نماذج وصور فوتوغرافية ومخطوطات ولوحات زيتية وتحف فنية وآثار من العصر الحجرى والفرعونى واليونانى والرومانى والقبطى والكنيسة المعلقة والعربى وحضارة السودان والعصر الحديث، توجد فى المتحف حفريات قديمة ومصبغة أثرية، يعتلى المبنى الرئيسى هرم صغير يعبر عن أهمية المكان وارتباطه بالتاريخ، ويحتوى موقع المتحف على بحيرة طبيعية نادرة على بحيرة عين الصيرة، ويقع بالقرب منه مجمع الأديان غربا، وتحيطه حديقة الفسطاط وبقايا سور مجرى العيون من الشمال. كما أنه يجب الاهتمام بالموقع الالكترونى للمتحف وأن يكون شيقا بلغة بسيطة، يفهمها المتخصص والهاوى وحتى تلاميذ المدارس الذين يجب أن ننظم لهم رحلات للمتحف، ونقيم لهم ورش عمل فنية يتعلمون فيها هذه الفنون ويمارسون هواياتهم ونخلق جيلا جديدا، وحتى يستمر التراث المصرى جيلا بعد جيل. لمزيد من مقالات نجوى العشرى