هنا على بعد 38 كيلومترا شمال القدس، أقدم أثر عرفه تاريخ الإنسانية على الإطلاق، فى أريحا أول مدينة أقيمت حولها أسوار منذ ما يقرب من 11 ألف سنة، وأريحا بلغة الكنعانيين تعنى «القمر» وهى أول مدينة عرفت على وجه الأرض، سكنها الكنعانيون الذين هاجروا من الجزيرة العربية واستقروا فى فلسطين. مازالت آثار أول سور تم بناؤه بالطوب اللبن باقية ومازال الخندق الصخرى حول المدينة باق يشهد بقدم الوجود العربى على أرض فلسطين وقد تعرضت أريحا عبر تاريخها الطويل للغزو منذ عهد الهكسوس وهى التى أحرقها القائد العسكرى يوشع بن نون وقتل أهلها وهى التى ارتعدت فيها فرائص القائد الصليبى ريموند وتركها هاربا بعدما سمع بقدوم جيش صلاح الدين إليها. ورغم تقلب الدهور عليها إلا أنها احتفظت بأول سور يقام حول مدينة ليبقى شاهدا على أول تجمع بشرى فى التاريخ يتخذ شكل المدينة.