تطوير طريق ترعة المحمودية.. وورش تدريب للسيدات على الصناعات التراثية إعادة تطوير حى كرموز وتحويله إلى منطقة سياحية من الطراز الأول، تُمارس فيها أنشطة حرفية ويدوية تخدم أبناء المنطقة وتعكس ثقافتها باعتبارها تحوى أهم المناطق السياحية بالإسكندرية، هو هدف مشروع خدمى يحمل اسم «خان» طرح المجتمع المدنى تنفيذه علي ذلك الحى الشعبى الرابض فى غرب الإسكندرية والتى يأبى الكثير من السكندريين دخوله لما يعانيه من انتشار تجارة المخدرات والخارجين على القانون بالرغم من أنه قبلة السائحين من كل حدب وصوب ولا تخلو من زيارته أجندة أى سائح قادم إلى مصر . وللأسف عانت هذه المنطقة ومازالت تعانى من الأهمال رغم كل المحاولات المضنية التى لا تعرف اليأس على أيدى إدارة التنمية الثقافية والوعى الأثرى بالإسكندرية وكان آخرها إقامة مهرجان فى يوم السياحة العالمى أمام بوابتى »عامود السوارى و الكتاكومب«. وتقول »تركية محمد« مقدمة فكرة عملية التطوير، إنها تقدمت به إلى رئاسة الجمهورية ومحافظة الإسكندرية ووزارة الآثار.. الفكرة التى لاقت أعجابا غير عادى خاصة وأنها تتضمن أيضا تنمية طريق ترعة المحمودية والذى يعتبر مسارا يؤدى إلى مقابر الكتاكومب وكوم الشقافة وعامود السوارى وهو مسار لا تتبعه أغلب الأتوبيسات السياحية حيث يأتى أغلبها من الطريق المزدحم وهو طريق الترام. ومن أهداف عملية التطوير كما تقول تركية إلقاء الضوء على منطقة كرموز عالميا ومحليا وتوفير فرص عمل للشباب، وتحويل المنطقة من الطابع الشعبى إلى العالمية مع الحفاظ على الموروثات الثقافية، والقضاء على البطالة المنزلية من خلال استثمار وقت فراغ ربات المنازل وتوظيفهن فى أعمال يدوية ذات طابع وتراث فرعونى ويونانى رومانى وصنع طبقة من الصناع المهرة وإنشاء أجيال متواصلة ترث نفس المهنة، وتغيير طبيعة المنطقة من مجرد مزار سياحى وأسواق تجارية محلية إلى سوق تجارى عالمى ذى طبيعة اقتصادية استثمارية متنامية. تقوم فكرة التطوير على وضع خريطة تجميل للمنطقة وبالأخص الشوارع الرئيسية المؤدية للمنطقة الأثرية، وورش تدريب على الصناعات اليدوية ذات الطابع التراثى السكندرى والمصرى القديم واليونانى الرومانى للسيدات من سكان الحي. يستهدف المشروع ايضا الاستفادة من المدارس فى فترات الأجازة والفترة المسائية بالمنطقة وخاصة المدارس الحرفية والفنية وإقامة معارض دائمة للمنتجات اليدوية والتراثية من خلال »باكيات« تنتشر بالطرق المؤدية للموقعين الأثريين »كتاكومب وعامود السواري« وهما شارعى »أبو مندور« وشارع »باب الملوك« بالإضافة إلى الاستفادة من المحلات التجارية الموجودة بطول شارع كرموز شارع الترام والذى يبدأ من شارع الخديوى وينتهى بشارع ترعة المحمودية وعمل معرض دائم لهذه المنتجات أمام هذه المحلات وهو ما تم تجريبه بالفعل خلال الاحتفال بيوم السياحة العالمى فى أكتوبر الماضى والعامين السابقين له ولاقوا أقبالا وحركة بيع مثمرة. بالإضافة لتجميل واجهات المحلات والمقاهى بما يمكنها من خدمة طبيعة المنطقة الثقافية والسياحية بحيث تعطى إنطباعا للسائح الأجنبى بأنه دخل آلة الزمن وعاد للعصر الرومانى والمصرى القديم. ومن الخطوات التى ستتم فى تطوير منطقة كرموز إنشاء وحدة صحية لخدمة السائحين القادمين مدعومة بسيارة إسعاف بالإضافة إلى إنشاء قسم شرطة يساعد فى القضاء على بعض الظواهر السلبية المنتشرة، وإنشاء سلسلة من المطاعم، واستمرار حفلات الزفاف بالشوارع باعتبارها من ضمن الموروثات الشعبية بالمنطقة والغريبة على السائح ودائما ما يكون لديه شغف فى رؤيتها. وعن أهمية الآثار الموجودة بالمنطقة تقول الباحثة الأثرية داليا عزت مدير إدارة الوعى الأثرى بمنطقة آثار الإسكندرية إن المنطقة تضم معظم مقابر العصر الرومانى فى الإسكندرية التى توجد فى الجبانة الغربية، وذلك فيما عدا مقبرة » شارع تيجران باشا » والتى عثر عليها فى شرق المدينة، ومقبرة كوم الشقافه التى تقع جنوب حى مينا البصل وتعتبر من أهم مقابر مدينة الإسكندرية وتسمية المنطقة بكوم الشقافه بسبب كثره البقايا الفخاريه والشقف التى كانت تتراكم فى هذا المكان، وترجع أهمية المقبرة نظرا لاتساعها وكثرة زخارفها وتعقيد تخطيطها كما انها من اوضح الأمثله على اختلاط الفن الفرعونى بالفن الرومانى فى الإسكندرية واروع نماذج العمارة الجنائزية.