برغم تشكيك أمريكى حول قرار موسكو سحب قسم كبير من قواتها فى دمشق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن وصول كتيبة من الشرطة العسكرية من سوريا بقوام 200 فرد، بالإضافة لبدء عودة القاذفات الإستراتيجية من نوع «تو-22» إلى قواعدها الدائمة جنوب البلاد، بعد أن أنهت مهامها فى سوريا، يأتى ذلك فى وقت جدد فيه وفد النظام السورى رفضه الخوض فى مفاوضات مباشرة مع المعارضة فى جنيف . وقالت وزارة الدفاع الروسية فى بيان أمس بأن هؤلاء الأفراد، أنهوا مهمتهم بنجاح، حيث عملوا منذ مايو 2017 على مراقبة وقف إطلاق النار فى مناطق وقف التصعيد المعلنة، وأسهموا فى الحفاظ على أمن المدنيين وأمنوا وصول قوافل المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة. من جهته، قال ديمترى بيسكو، المتحدث باسم الرئاسة الروسية، إن بلاده مستمرة فى دعم السلطة الشرعية فى سوريا، وستسهم فى التوصل إلى التسوية السياسية. وأضاف بيسكوف - فى تصريح أوردته وكالة أنباء (سبوتنيك) الروسية ، أنه لم تعد هناك حاجة لنشر قوات الجيش الروسى على نطاق واسع فى سوريا، قائلاً: "عملية إنقاذ سوريا انتهت ولا داعى للإبقاء على قوة عسكرية كبيرة هناك". يذكر أن الرئيس فلاديمير بوتين كان قد أمر أمس الأول، فى قاعدة «حميميم» الروسية على الساحل السورى قيادة الجيش الروسى ب"بدء سحب القوات الروسية" من سوريا، مشيرا إلى احتفاظ روسيا بقاعدتى «حميميم» الجوية و«طرطوس» البحرية فى سوريا إلى أجل غير مسمى. وفى واشنطن، قال المتحدث باسم البنتاجون إن تصريحات موسكو حول سحب قواتها لا تعنى عادة تقليصاً فعلياً لعدد عسكرييها، ولا يؤثر على أولويات الولاياتالمتحدة فى سوريا. كما أشار المتحدث إلى أن التحالف الدولى سيستمر بالعمل فى سوريا وتقديم الدعم للقوات المحلية ميدانياً. وقد وجه الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، رسالة إلى الكونجرس بشأن العمليات العسكرية الحالية بمشاركة الجيش الأمريكى، وصف فيها الضربات ضد القوات الحكومية السورية بأنها «إجراءات قانونية». فى هذه الأثناء، جدد وفد الحكومة السورية رفضه لبيان المعارضة الذى يعتبر الخوض فى مصير الرئيس الأسد شرطا مسبقا للمفاوضات بين الجانبين . وقالت قناة «العربية الحدث» الإخبارية أمس " إن وفد النظام اشترط خلال لقائه بالمبعوث الدولى إلى سوريا، ستيفان دى ميستورا، عدم ذكر مصير الأسد خلال المفاوضات، وجدد الوفد رفضه الخوض فى مفاوضات مباشرة مع المعارضة السورية".وعلى صعيد متصل، تتجه الإدارة الأمريكية للقبول ببقاء بشار الأسد رئيسا لسوريا، حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة، بحسب مجلة «نيويوركر» الأمريكية. وقالت المجلة نقلا عن مسئولين أمريكيين وأوروبيين، إن "هذا التوجه يعكس الواقع العسكرى على الأرض والنجاحات التى حققها حلفاء سوريا.