1 لاشك أن مساندة الرئيس عون لرئيس وزراء لبنان سعد الحريرى فى الأزمة التى اجتازها ووساطة الرئيس ماكرون والرئيس السيسى قد أسهمت فى تعزيز وحدة لبنان..إن الحوار قد انطلق بين رئيس لبنانى مسيحى حليف لحزب الله الشيعى ورئيس الوزراء السنى الذى يعارض باستحياء بشار الأسد والذى يسانده عسكرياً حزب الله.. لقد أعلن مؤخراً الحريرى للإعلام الغربى أن تدخل حزب الله الشيعى فى شئون الجيران سوف يكلف لبنان الثمن !.. لقد ظهرت أخيراً أسباب استقالة سعد الذى أراد كما قال خلق صدمة إيجابية للبنان ونفى أن السعودية احتجزته حيث إنه عاد إلى بيروت مروراً بباريس ومصر وقبرص وقدم حججاً بعضها منطقى وبعضها دبلوماسى كشفت عن حنكته السياسية.. لقد أراد أن يطلع العالم أن لبنان لا يستطيع أن يقبل تدخلات حزب الله فى الشئون الداخلية للخليج حيث يعيش فيه ثلاثمائة ألف لبنانى يشكلون بعداً اقتصاديا لبلد الأرز.. وقام الحريرى بإيضاح بتوضيح الدور السياسى لحزب الله الذى يمتلك السلاح ولا يستعمله على الأراضى اللبنانية منوها بأن مصلحة لبنان تقتضى عدم استعمال تلك الذخائر فى مكان آخر.. فهو لا يقبل أن يشارك حزب سياسى لبنانى فى مناورات تخدم أهداف إيران.. ويرى الشاب المسالم الواقعى أن لبنان تعيش معجزة، فهى لا تعانى مثل ما تعانيه شعوب سوريا والعراق وليبيا واليمن.. ويحاول إرساء سياسة استجماع وحشد لجميع فئات المجتمع وهمه الرئيسى هو مصلحة لبنان واختيار لغة الحوار من أجل استقرار لبنان. الشاب الوطنى والحسيس يعلم ان لديه أعداء من المتطرفين وأيضا من النظام السورى الذى يتهمه بالتدخل فى شأن وطنه لبنان وإنما قام بتعيين سفير لبنانى لدى سوريا لتبادل العلاقات الدبلوماسية وترسيخ الاعتراف بلبنان الذى رفضته سوريا لمدة طويلة وتعزيز مصير مليون ونصف مليون سورى يعيشون فى لبنان ويرغبون فى العودة إلى سوريا.. ويرى سعد الحريرى أن بشار الأسد لم يكسب الحرب وإنما الجارى حاليا هو انتصار لبوتين وروحانى وأن هناك مغالطة عندما يتصورأن الانتصار على داعش قد حل المشكلة حيث إن المشكلة فى سوريا هى بشار الأسد نفسه ولقد بدأ عام 2011 ولم تكن آنذاك داعش موجودة لأنها جاءت إلى سوريا بحجة أن هناك ثورة ! كان نورى المالكى قد أبرم تحالفا مع «الصحوة» أى الميليشيات السنية المناهضة للقاعدة التى هزمت فقام بتوجيه أسلحته ضد الصحوة وجاءت داعش إلى سوريا.. لاشك أن فرنسا قد لعبت دوراً جوهرياً فى أزمة لبنان مؤخراً.. فهى الدولة الحامية ذات الدبلوماسية العريقة التى قامت بدعوة المجتمع الدولى للالتفاف حول لبنان، كما قام الرئيس ماكرون بإجراء اتصالات واسعة مع كل من الولاياتالمتحدة وأوروبا وإيران وروسيا وبالطبع مصر التى لعبت دوراً مسانداً للحريري. ولم يفت ماكرون أن يقول للحريرى إنه إذا كان يريد أن يقدم استقالته فعليه أن يعود إلى لبنان ليفعل الأشياء بالطريقة التى يجب أن تكون عليها !! مازال الحريرى يحمل العرفان بالجميل للرئيس الفرنسي. وبالفعل لقد تحرك ماكرون لصالح فرنساولبنان والمنطقة ليتفادى حربا أخرى ولقد لعب بالفعل دوراً تاريخياً واستغل العلاقات الحميمية بين مصر وفرنسا لحسم الخروج من الأزمة. واليوم يريد سعد الحريرى الذى خرج مثل الشعرة من العجين من أزمته مستقبل أمن بلاده ودخول لبنان فى عصر التكنولوجيات الجديدة وتشييد البنايات الأساسية للتفوق فى تلك المجالات ليصبح لبنان نموذجا للنجاح فى المنطقة العربية. لمزيد من مقالات عائشة عبدالغفار