على غرار ردود فعل الحكومات والسياسيين، اتفقت وسائل الإعلام العالمية المرموقة على توجيه الانتقادات الحادة إلى قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حول القدس، لدرجة أن وكالة الأنباء الفرنسية ذكرت فى تقريرها أن ترامب الآن صار «معزولا» على الساحة الدولية، بعد أن اتضح أنه لا يوجد مؤيدون من حلفائه لهذا القرار، حتى وإن كان القرار يعنى نجاحه فى تنفيذ أحد أبرز وعوده الانتخابية. وتوقعت الوكالة أن يثير قرار ترامب موجة جديدة من أعمال العنف فى الشرق الأوسط، ونقلت عن ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية، قوله إن الخطر الحقيقى فى الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ليس لأنه يهدد بتقويض عملية السلام المتعثرة أساسا، ولكن «الخطر هو أن يؤجج التوترات ويقود إلى العنف فى وقت يشهد العالم توترا وعنفا طائلين». ومن جانبها، اعتبرت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن ترامب ارتكب «خطأ كبيرا» يمثل كارثة بالنسبة للعرب وللولايات المتحدة على السواء، وصفعة لسبعة عقود من السياسة الأمريكية. وأضافت أن تداعيات هذا القرار ستكون سلبية للغاية، كما أنه من المستحيل التنبؤ بالكثير منها. وأشارت أيضا إلى أن إعلان ترامب جاء فى «يوم حزين بالنسبة للقانون الدولى ولفلسطين ولكل شخص مهتم بالتوصل إلى السلام فى منطقة الشرق الأوسط». أما صحيفة «فايننشال تايمز» فذكرت فى افتتاحيتها تحت عنوان «قرار ترامب الخطير بشأن القدس» أن قرار ترامب يعتبر «خرقا للدبلوماسية»، وأضافت أن ترامب استطاع بهذا القرار توحيد جميع الناس ضده تقريباً، ومن بينهم حلفاؤه المقربون فى المنطقة، فقد أثار قراره موجة غضب بين المسلمين، ووفّر بيئة خصبة للمتشددين، كما أنه، وليست هذه المرة الأولي، حط من شأن الولاياتالمتحدة فى أعين العالم أجمع. وجاءت افتتاحية صحيفة «التايمز» بعنوان «مقدسة ومقسمة»، وقالت الصحيفة إن ترامب يأمل فى أن يؤدى قرار نقل السفارة إلى إنهاء سلسلة الإخفاقات السابقة فى حل الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، إلا أن أمله هذا سيذهب بواد إذ ذهبت به أدراج الرياح.