بعض نسمات البرد المبكرة التى هبت علينا دون استئذان فى عدة اتجاهات سببها جمود الفكر وعدم الاستخدام الصحيح للمرونة الواجبة التى تؤدى إلى التفكير الصحيح واختيار التوقيت الصحيح للصمت أو الكلام! ودون الدخول فى تفاصيل أزمة التصريحات الملتبسة للفريق شفيق ربما يكون ضروريا ومفيدا أن أستعيد أحد أهم المقولات الفلسفية « أنا أفكر وأنت تفكر وكلانا يعتقد أنه دائما على صواب لأنه يرى فى نفسه ذكاء يفوق ذكاء الآخرين». والحقيقة أن أفضل تعريف للذكاء أنه عنوان القدرة على التفكير السليم مع أن التفكير السليم ليس رهنا بذكاء المرء وحده وإنما يخضع التفكير فى معظم الأحيان لمؤثرات عديدة أخرى تبدأ بما يتوافر للمرء من معلومات وما يرصده من ملاحظات إضافة إلى طبيعة المزاج الشخصى والاتزان العاطفى والبيئة المحيطة. والتفكير الصحيح يعنى مرونة التفكير التى جعلت الإنسان ملكا متوجا على امتداد هذا الكون الفسيح لأن هذه المرونة وفرت للإنسان القدرة على أن يعيد صياغة كل شيء بما فى ذلك سلوكه الإنسانى وفق متغيرات الحياة ومتطلباتها, ومن ثم يملك المرء القدرة الدائمة على مراجعة كل شيء وتصحيح أى شيء يرى بعين بصيرته وبرصيد خبرته أنه يحتاج إلى المراجعة والتصحيح بعد أن تتكشف الحقائق وتتضح الأمور ويصبح ما كان خفيا ومجهولا أمرا ظاهرا ومعلوما. ولعله ليس اكتشافا من جانبى أن أقول: إن المرونة الفكرية مرادف طبيعى للديمقراطية التى تحترم ذكاء الفرد وتمنح له أوسع مساحة للعمل دون قيود إلا ما يضر الصالح العام حتى لا يكون هذا الذكاء مدخلا لتدمير المجتمع أو إلحاق الضرر به. وأهلا بالفريق أحمد شفيق على أرض وطنه وتحية لشجاعته بعمل مراجعات على أرض الواقع وسواء دخل المنافسة أو لم يدخل فإنه لن يكون بعيدا عن التفكير السليم.. هكذا أعتقد! خير الكلام: إنى لأستحيى أن أعرف الحق فلا أرجع! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله