يشير الدكتور محروس حسين عبد الجواد أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر إليأن سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص هو من العبادلة الأربعة أسلم قبل أبيه وهاجر قبل الفتح وكان عابدا زاهدا صواما قواما وهو أحد الثلاثة الذين ذهبوا إلي بيوت أزواج النبي صلي الله عليه وسلم يسألون عن عبادته صلي الله عليه وسلم ليعملوا مثله فلما أخبروا بها كأنهم تقالوها أي عدوها قليلة. فقالوا وأينا بلغ ما بلغ رسول الله صلي الله عليه وسلم إن الله قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فقال أحدهم انا أصوم ولا أفطر وقال الآخر وأنا أقوم ولا أرقد وقال الثالث وأنا لا أتزوج النساء فخرج عليهم رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال لهم ما هذا الذي بلغني عنكم: أما أنا فأصوم وأفطر وأقوم وارقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني. وكان سيدنا عبد الله بن عمرو مقبلا علي العلم وخاصة حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم وأذن له النبي صلي الله عليه وسلم في كتابه حديثه وهو صاحب الصحيفة الصادقة التي بها الأحاديث التي أخذها عن النبي صلي الله عليه وسلم. اشار إلي ذلك ابو هريرة رضي الله عنه: ما كان أحد أحفظ مني لحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم إلا ما كان من عبد الله بن عمرو بن العاص فإنه كان يكتب ولا أكتب. روي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم سبعمائة حديث.وروي الحديث عن عمر بن الخطاب وأبي الدرداء ومعاذ بن جبل وعبد الرحمن بن عوف وغيرهم وروي عنه كثير منهم: عبد الله بن عمر بن الخطاب والسائب بن يزيد وسعيد بن المسيب وطاووس وعكرمة وغيرهم. وأصح الأسانيد التي رويت عنه رضي الله عنه كما يرويه بن شعيب عن أبيه شعيب عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم. توفي رضي الله عنه عام ثلاثة واربعين هجرية.