في الوقت الذي يكافح فيه الأفارقة الفقر من أجل البقاء وكسب لقمة العيش ورفضهم بأن يقتلوا الأفيال للمتاجرة بها وبيعها, فإن الأغنياء لا يتورعون عن القيام بذلك كي يحصدوا المزيد من المكاسب, وهو ما دفع المنظمات الدولية المدافعة عن البيئة بأن تخوض غمار معركة جديدة اثر قيام إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسماح للصيادين بجلب أجزاء قيمة من الأفيال والأسود إلي الولاياتالمتحدة والتي قاموا بصيدها في زيمبابوي وزامبيا, مما يهدد بقاء الفيلة في القارة السمراء. الأمر الذي عرض إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لانتقادات كبيرة, ولا سيما من جانب المنظمات المدافعة عن البيئة, والمتخوفة من إندثار هذه الفيلة, والتي صدمتها هذه الإجراءات وجعلتها في حالة ذعر وتخوف من توجهات ترامب المتهورة في مجال البيئة, مما دفعهم إلي معارضة هذا القرار بشدة. فقد احتجت جمعيات رعاية الحيوان عبر موقع التواصل الاجتماعي علي هذا القرار ونشرت تقارير صادرة عن مؤسسة مشروع الفيل الذي تشير فيه إلي تناقص عدد الفيلة بنسبة30% في إفريقيا6% منها في زيمبابوي, معتبرة هذا القرار تصرف خاطئ, حيث يقتل100 فيل يوميا. وأضافت التقارير إلي أن بعض المناطق انخفض فيها عدد الفيلة بنسبة75% بسبب تجارة العاج, حيث قدر عدد الفيلة التي تعيش في الغابات في عام2016 ب350 ألف فيل, مقابل ملايين الفيلة في بداية القرن العشرين. أما المركز الأمريكي للتنوع البيولوجي, فاعتبر هذا القرار ما هو إلا تشجع للصيادين لارتكاب مزيد من عمليات الصيد الجائر بحق الفيلة, وهو ما يعرضها للانقراض. من جانبها, قالت الخارجية الأمريكية في بيان صادر عنها: إن الاتجار بالحياة البرية ما زال جريمة خطيرة تهدد الأمن والازدهار الاقتصادي وسيادة القانون وجهود الحفاظ علي صحة الإنسان, وأضافت: إن الحكومة الأمريكية تحارب هذه التجارة غير القانونية في الولاياتالمتحدة وخارجها. تجدر الإشارة إلي قيام إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك اوباما بحظر هذه الواردات من زيمبابوي في عام2014 للمساعدة في الحفاظ علي هذه الأنواع من الفيلة, والذي أعقبه أيضا في عام2016, قرار فرض الحكومة الفيدرالية حظرا شبه تام علي تجارة العاج. وهو ما ساهم في تحقيق نجاح في الحفاظ علي نمو الأفيال الصغيرة واستقرارها. وقد أثار قرار الإدارة الأمريكية بشأن الأفيال التساؤلات حول ما إذا كان مرتبطا بشغف أبناء ترامب بحضور مسابقات الصيد الإفريقية بانتظام, حيث نشرت المواقع الالكترونية العديد من صورهم وهم يحملون أذيال الفيلة, وغيرها من الحيوانات خلال إحدي هذه المسابقات. وبشأن الإجراءات التي قامت بها هذه المنظمات المعنية بالبيئة في اتخاذ خطوات فعلية في معارضة هذا القرار, فقد أقاموا دعوي قضائية ضد الحكومة الأمريكية, عندما قالت مجموعة للصيد في مؤتمر في إفريقيا إن البيت الأبيض مستعد لتغيير قرار يحظر استيراد الأجزاء المهمة من الأفيال وقد طالبت هذه الدعوي القضائية من القاضي بأن يحكم بعدم قانونية الإجراء واختصمت وزير الداخلية رايان زينكي وإدارة الأسماك والحياة البرية التي أعلنت عبر موقعها الإلكتروني أنها بصدد إصدار تراخيص لاستيراد أنياب الفيلة الإفريقية من زيمبابوي. كما تسعي هذه المنظمات أيضا إلي إدراج الفيلة تحت بند الحيوانات المهددة بالانقراض الوشيك, مما سيعمل علي تشديد قيود تجارة العاج من وإلي الولاياتالمتحدة, والتي تعتبر ثاني أكبر سوق في العالم للعاج بعد الصين. غير أن هذه الضغوط أدت إلي تراجع الرئيس دونالد ترامب عن هذه الخطوة, فقد غرد عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر, قائلا: علقت قرار الاحتفاظ بأجزاء الحيوانات بعد مغامرات الصيد حتي أراجع كل الحقائق المتعلقة بالحفاظ علي البيئة, الأمر قيد البحث منذ سنوات, سأراجع المستجدات قريبا مع وزير الداخلية رايان زينكي.. شكرا لكم. ويعد تعليق ترامب علي هذا القرار وليس إلغاءه خطوة جيدة علي الطريق الصحيح في هذه المعركة, ولكنه ليس الحل الأمثل لهذه القضية الهامة.