ها هى فعاليات الدورة الثانية من مهرجان «التجربة الأولى» المسرحى تتواصل على مسرح النهار، وهو الحدث الذى تنظمه نقابة الممثلين برئاسة نقيبها د. أشرف زكى بهدف منح الفرصة لجيل جديد من المحترفين فى مجالات التمثيل والإخراج وتصميم الديكور تحديدا باعتبارها من أهم شُعب النقابة.. والمؤكد أن تكريم سهير البابلى فى حفل الافتتاح قد منح الفعاليات بهجة وبريقا فكان له أكبر الأثر فى منح هؤلاء الشباب القدوة والنموذج الذى يجب أن يقتفوا أثره.. ولم يستطع الجمهور أن يتمالك دموعه إعجابا وامتنانا لمشوار «سوسكا» أو سهير البابلى.. الطويل والحافل بالأعمال المسرحية والتليفزيونية.. تاريخ مهم استرجعه الحضور من خلال الفيلم التوثيقى الذى أعده لها المخرج عمر زهران.. منذ البدايات ومرورا بعروض نرجس وع الرصيف وريا وسكينة وبكيزة وزغلول وغيرها.. وما أن صعدت سهير البابلى على المسرح حتى ألهبت مشاعر الحضور بحضورها الطاغى وقدرتها الفائقة على مداعبة الجمهور وزملائها الذين التفوا حولها فى تلك ليلة العرفان بالجميل، فلن ننسى أبدا شخصياتها النابضة بالحياة بكل مشاعر الحب والألم والأمل والسعادة وغيرها، فهى عفت عبدالكريم مدرسة الفلسفة التى تتعرض لمضايقات تعوق تدريسها لطلاب مدرسة المشاغبين والتى ألفها على سالم عن الفيلم البريطانى «إلى المعلم مع الحب» وأخرجها جلال الشرقاوى عام 1973، وحققت نجاحا طاغيا بسبب الأداء الكوميدى الصارخ لأبطالها عادل إمام وسعيد صالح وحسن مصطفى ويونس شلبى.. وفى 1979 لعبت دورا مختلفا تماما فى مسرحية الدخول بالملابس الرسمية تأليف بهيج إسماعيل وإخراج السيد راضى، وجسدت فيها شخصية نشوى هانم الباحثة عن السعادة فى شخص زوجها الفيلسوف ممتاز أو أبو بكر عزت.. وبشخصية ريا انتقلت سهير البابلى إلى مرحلة جديدة من النضج والتألق فى المسرح الغنائى الاستعراضى بعرض ريا وسكينة مع صوت مصر الدافئ الراحلة شادية ونجمى الكوميديا عبدالمنعم مدبولى وأحمد بدير، والعرض تأليف بهجت قمر وإخراج حسين كمال.. ثم لعبت شخصية صفية فى مسرحية «ع الرصيف» سنة 1987 والتى تصطدم بسرقة زوجها لأموالها بعد غربتها سنوات طويلة فى دول الخليج لينفقه على أطماعه السياسية.. ثم ناقشت فى التسعينيات قضية الإرهاب بعرض عطية الإرهابية للمؤلف إبراهيم مسعود والمخرج جلال الشرقاوى، بالإضافة إلى كثير من العروض المؤثرة مثل العالمة باشا والفرافير والقضية وغيرها من المسرحيات التى رسخت فيها لمدرسة أدائية فريدة تعتمد على تفجير الكوميديا من قمة الجدية والصرامة خاصة فى الأدوار الأرستقراطية التى لعبتها، والثنائيات المؤثرة لها مع حسن عابدين وحسن حسنى وأحمد بدير وحسين الشربينى وغيرهم.. أطال الله فى عمر سهير البابلى ومتعها بالصحة والعافية.