كان من الممكن أن يمر يوم الجمعة الماضى كأى يوم جمعة آخر مبارك، وأن كانت اختلفت نية الذهاب مع معظم الأبناء وبعد صلاةالجمعة الى «المولات الشهيرة» التى أعلنت عن تخفيضات هائلة بما يسمى «البلاك فراى داى» والذى كان من المفترض أن يكون يوما مبهجا وجميلا، بذهاب معظم الأسر «من القاهرة ومن مختلف الأقاليم» للتسوق والاستفادة من انخفاض الأسعار الملحوظ لجميع المشتريات والذى يناسب ميزانية معظمهم بما يعرف بالجمعة السوداء أو «البلاك فرايداى» واسماه البعض «الوايت فرايداى» تيمنا بيوم الجمعة هى ماينتظره الكثيرون خاصة النساء وطلاب الجامعة فى مثل هذا اليوم من كل عام. ولكن خبر أسود نزل كالصاعقة على الأسر أجهض كل مخططاتهم،لقضاء يوم الأجازة وكان جمعة أسود بالفعل شعرا فيه الجميع ببالغ الحزن وقد ساد البكاء «والأمهات بالذات» وقت أن اقتحم عدد من الارهابيين مسجدا بقرية الروضة بشمال سيناء، وقاموا بتفجير عبوة ناسفة على المصلين أسقطت 305 شهداء من بينهم 27 طفلا وخلفت من ورائها ما يقرب من عشرات المصابين، وكثرت جلسات الحداد والترحم على أرواح الشهداء من الضحايا، فى نفس الوقت الذى أوصدت فيه معظم الأسواق «البلاك فرايداى» أبوابهاوغيرهامن المحال فلاحركة بيع أو شراء، وقد أدان الجميع الارهاب وأيديه الملوثة بالدماء والتى أزهقت أرواح المصلين المتوضئين، وخلفت من ورائها جرحى بل قطعوا الطريق على سيارات الاسعاف والتى كانت تنقلهم بحالاتهم الحرجة للمستشفيات. ومازالت الأسر فى حالة استنفار ضد الارهاب والارهابيين، الذين استباحوا دماء هؤلاء المصلين الساجدين لله وقطفوا أرواحهم الطاهرة، ليظهروا للعالم أنهم مجموعات مأجورة ومجرمو حروب وليسوا بمسلمين وأن «لاملة لهم ولا دين»، مؤكدين للعالم :» أن ساستنا وحكامنا واعلامنا ليسوا هم المسئولين عن ظهورهؤلاء القتلة بهذهالصورة القبيحة»، انما أفعالهم هى التى سلطت عليهم وهى المسئولة عن ظهورههم للعالم كالأشباح الشريرة التى وجب القضاء عليها واقتلاعها من جذورها، وبفعلتهم الارهابيةالمشينة فى جامع الروضة زاد ايمان الشباب أن الارهابيين لايستحقون الحياة أو العيش وسط أهل مصر الطيبين، وقد اكتشفواأنهم «الذئاب البشرية» التيتنهش فى أجساد الأوطان وتقتات على دماء أبنائها باسم الاسلام،فهؤلاء القتله لايحملون أى خيرللأوطان إنما نيتهم مبيتة دائما على الخراب والدمار،فلا مصالحة معهم ولاجلوس على موائد المفاوضات. ويوم الجمعة الماضى فقد الارهاب آخر حيله وتمثيلياته الدرامية والتى كثيرا ما يحيكها لخداع الشباب الذى - بعد ليلة التفجيرات بمسجد الروضة - توقف عن تصديق دموع التماسيح الكاذبة ، فخطر الارهاب بات واضحا لاتخطئه عين، وأن تعطشه لحصد الأرواح ومص دماء الشعوب الآمنة أصبح فى غير محل شك وغير قابل للنقاش، والعمل الارهابى المجرم الذى قاموا به مؤخرا كان كالزلزال الذى أفاق كثير من شبابنا الشارد وأعاده إلى حضن بلاده مصر، وقد قرر معظمهم ترك كثير من الرفاهية والعفوية وأخذ أمور الوطن بأكثر جدية، والدفاع عنه بأرواحهم بالتطوع والانضمام لصفوف الجيش ودرء خطرالارهاب الجاثم على أرواح الأوطان، وقد وعد رئيس الجمهورية بلثأر للشهداء وأن مجرمى مسجد الروضة –ومحيطها- لن ينجوا بفعلتهم. وعقب الحادث الارهابى الخسيس طالب الائتلاف المصرى لحقوق الطفل المجتمع الدولى بتحمل مسئولياته تجاه استهداف الأطفال من قبل الارهاب الغاشم والذى حصد أرواح 27 شهيدا من الأطفال فى واقعته الأخيرة بمسجد الروضة بشمال سيناء، و يطالب الائتلاف دول العالم بضرورة التعاون مع مصر فى مواجهة الارهاب، وأن يتحمل المجتمع الدولى مسئولية ملاحقتهم وتسليمهم للسلطات المصرية. وأدانت د. مايا مرسى رئيسة المجلس القومى للمرأة حادث مسجد الروضة الذى استهدف أحد بيوت الله، وأكدت أن علينا جميعا كشعب واجب الوقوف خلف القيادة السياسية ورجال القوات المسلحة والشرطة فى حربها ضد الارهاب حتى تنتصر الدولة المصرية وتقتص لشهدائها الأبرار. [email protected]