هذا الحادث الإجرامى الرهيب والبشع واللا إنسانى الذى استهدف ظهر أمس الأول مئات المصلين وهم ركع سجود فى مسجد الروضة بإحدى قرى مدينة العريش يستوجب منا بعيدا عن شدة الغضب وقسوة الوجع أن نضعه فى سياقه وفى إطاره دون تهوين أو تهويل متسلحين بفهم عميق لضراوة الحرب التى نخوضها ضد الإرهاب وهى حرب لا نملك خيارا سوى أن نكسبها وأن نقطع رءوس الأفاعى خارج الحدود التى تحرك أذناب وعملاء الداخل بالتخطيط والتحريض والتسليح والتمويل. نحن نواجه صراعا استثنائيا فى ظروف استثنائية تتطلب مواجهة استثنائية بكل ما تقتضيه كلمة المواجهة من معان على الصعيد الأمنى أو الصعيد القضائى أو الصعيد المجتمعى فالقضية الآن أصبحت قضية وجود الوطن وأمن وسلامة المواطنين وليست هناك دولة على طول التاريخ تعاملت مع مثل هذه الصراعات الاستثنائية بقوانين الحياة الطبيعية. إن هذه الجريمة النكراء تفرض بل وتحتم علينا أن نتخلى عن كل مظاهر الحذر الدبلوماسى وضبط النفس الأمنى ورشادة درجات التقاضى وأن نضع النقاط فوق الحروف وأن نسمى الأشياء بمسمياتها الصحيحة لكى يعرف المجتمع الدولى حقيقة الدول التى ترعى الإرهاب فعلا وقولا!. نحن أمام إرهاب أسود فقد القائمون به والمحرضون عليه عقولهم وبات اللعب على المكشوف ولم يعد ممكنا الاستماع لنصائح الانتظار أو الرهان على قرب إنجلاء الغمة ومن ثم لابد ولا مفر من اقتحام الجحور والأوكار وجلب القتلة والمجرمين حتى لو كانوا من الهاربين خارج الحدود لأن ذلك حق تكفله لنا قواعد الشرعية الدولية ومقتضيات الدفاع عن النفس وقد سبقتنا إلى ذلك المنحى دول كثيرة فلم تخضع لحساب ولم تتعرض لعتاب!. هذه حرب ينبغى أن يكون شعارنا فيها «نكون أو لا نكون» والاحتكام للعقل لا يعنى التباطؤ فى درء الأخطار... وظنى أن فى مصر الآن قيادة تملك قلبا من حديد!. خير الكلام: من كان فى أوطانه حاميا لها.. فذكراه مسك فى الأنام وعنبر!. [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;