وسط طوفان من بيانات الشجب والمواساة، استحقت مواقف وتصريحات وبيانات بعض من دول وقادة العالم بعد حادث شمال سيناء الإجرامي التوقف أمامها، لما حملته من معان مهمة تحتاج إلى نظرة تحليلية متعمقة. وكان علي رأس هذه التعليقات ما صدر علي لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في »تغريداته« لإدانة الحادث، حيث دعا صراحة إلي ضرورة »سحق الإرهابيين بالوسائل العسكرية«، علي الرغم من أنه في سياق آخر جمع بين الحديث عن الوسائل العسكرية ومحاربة الأفكار المتطرفة أيديولوجيا، وهو ما يوحي بأن واشنطن الرسمية ستتقبل أي نوع من أنواع التعامل مع العناصر الإرهابية ردا على الحادث. كما انتهز ترامب فرصة إدانة جريمة «مسجد الروضة» في الترويج لاثنين من أبرز قراراته، إذ أكد أن الحادث يظهر الحاجة الماسة إلي «الجدار الحدودى»، وإلي «منع السفر»، في إشارة إلي الجدار الحدودي الذي يصر ترامب علي بنائه بين الولاياتالمتحدة والمكسيك لتأمين الأراضي الأمريكية من خطر المهاجرين والمتسللين والعناصر الإجرامية التي تهدد الأمن الأمريكي. في الوقت نفسه، استحق رد الفعل التركي علي حادث شمال سيناء التوقف عنده بالنظر والتحليل، خاصة مع الوضع في الاعتبار وقوع الحادث بعد يومين فقط من إعلان السلطات في مصر عن ضبط شبكة تخابر لمصلحة أنقرة. فقد أدان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الهجوم الإرهابي في شمال سيناء، وقال في كلمة ألقاها أمام مجموعة من المعلمين بمناسبة يومهم السنوي في تركيا إن «هذه المجموعات الإرهابية التي تدعي زورًا تمثيل الإسلام، لا يرف لها جفن عندما تقتل الذين يتعبدون الله في المساجد». كما أدانت الخارجية التركية بشدة الهجوم الإرهابي، مقدمة تعازيها إلي أسر الضحايا والشعب المصري، متمنية الشفاء العاجل للمصابين. وفي الوقت الذي حرصت فيه تركيا في كل ما سبق الاكتفاء بالإدانة والتعاطف مع «الشعب المصرى» دون الإشارة إلي الحكومة، فإن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو خالف التوقعات وقدم تعازيه لنظيره سامح شكري في اتصال هاتفي، حسب ما ذكرته مصادر دبلوماسية تركية لوكالة أنباء «الأناضول»، في وقت أشارت فيه الوكالة نفسها إلي أن السفارة التركية لدي القاهرة نكست علمها لمدة ثلاثة أيام حدادًا علي ضحايا الهجوم الإرهابي.