علي إثر الضربات الناجحة لأبطال قواتنا المسلحة ورجال الشرطة البواسل التي استهدفت أوكار وبؤر الإرهابيين في مختلف مناطق وجودهم وأفقدتهم توازنهم خلال الفترة الماضية، خاصة عقب حادث الواحات الإرهابي، يأتي حادث أمس الإرهابي الذي استهدف أحد المساجد بمدينة العريش بشمال سيناء، ليؤكد أن هذه الجماعات الإرهابية بلغت أقصي مدي من حالة الانهيار واليأس، الأمر الذي أفقدهم صوابهم وأصبحوا كالكلاب المسعورة تعقر كل من تجده في طريقها. وفي قراءتنا للحادث الإرهابي الجبان يمكننا أن نستخلص بعض الملاحظات، وأهمها أن العملية الإرهابية تمت في نطاق مركز بئر العبد علي الطريق العام الدولي في شمال سيناء قبل العريش بمسافة كبيرة، وهذا يعني أن الإرهابيين استهدفوا مناطق بعيدة عن المراقبات الأمنية الشديدة في العريش ورفح. كما أن استهداف مدنيين في وقت الصلاة يحقق لهم هدف بث المزيد من الرعب والإرهاب والانتشار الإعلامي، ويعطي رسالة أنهم قادرون علي التعامل مع المدنيين وبدون حماية وممارسة نشاطهم الإرهابي في مناطق بعيدة عن التضييق الأمني. ومن طبيعة العملية وبساطتها يمكننا أن نستخلص أيضا عدم قدرتهم علي استكمال العمليات المعقدة التي تهاجم بأعداد وتكتيكات معقدة وأسلحة حديثة، كما تبين العملية انخفاض القدرة التسليحية والتكتيكية للعناصر الإرهابية وهذا يدل علي أن الضربات والحملات الأمنية تؤتي ثمارها جيدا، أضف إلي ذلك أن استهداف مناطق معروفة بمسالمتها وهدوء أهلها يعطي تأثيرا مضاعفا، ويبدو أن الإرهابيين استهدفوا من خلال عمليتهم إيصال رسالة أنهم قادرون علي تنفيذ عمليات كثيرة، خاصة بعد استهداف مسجد في منطقة مسالمة وبسيطة. إلي أي مدي أصاب هؤلاء الإرهابيين الجنون والخبل، حتي إنهم لم يعودوا يرقبون في أحد إلا ولاذمة ولا يراعون أي حرمة لدور العبادة فما ذنب هؤلاء المصلين الذين ذهبوا مسالمين إلي مسجد الروضة، أحد أهم مساجد شمال سيناء، ليفاجأوا في أثناء الصلاة باقتحامه من قبل مجموعة من الإرهابيين ويمطرونهم بوابل من الطلقات وتفجير العبوات الناسفة بمحيطه ليسقط عدد كبير منهم بين شهيد وجريح. إن مثل هذه الأحداث تؤكد صحة الرؤية المصرية بضرورة الوقوف صفا واحدا في مواجهة الإرهاب الغاشم الذي لا يفرق بين أحد، كما يؤكد ضرورة المواجهة الدولية الشاملة له. لمزيد من مقالات رأى الأهرام;