فى الواقع هى أكثر من مشاهدة وهى تلك التى قمت بها لهذا الفنان الساخر البديع.. سمير غانم.. وبالطبع كانت كلها فى المسرح منذ بداية فرقة ثلاثى أضواء المسرح التى تشكلت من جورج سيدهم وسمير غانم والضيف أحمد. هذا التوقيت كان منذ أكثر من نصف قرن عندما بدأت هذه الفرقة بإعداد مخرج المنوعات الراحل الشهير وقتها محمد سالم. منذ هذا التاريخ وربما ما قبله لم اتخلف عن أى عمل.. أى مسرحية لسمير غانم. شخصية تحيرك.. دائما النكات تخرج من فمه ولكن بمنتهى الشياكة.. يسير مع «القفشات» كما يقال يحول أى حديث إلى مسرحية كوميدية.. والغريب أننى لم أشاهده غاضبا فى يوم من الأيام. ربما ما اتصف به أيضا سمير غانم هى تلك الروح التى تتقبل أى نقد ولا تحاول حتى الرد أو الدفاع عن نفسه. هاجمت فى فترة بعض أعماله لما وجدت أن له جمهورا كبيرا بالفعل ولكن مضمون مسرحياته خالى فى النهاية من أية لا أقول موعظة ولكن لفتة لما يجب أن تحمله النصوص اما للتوعية أو للدفع بقيم مضيئة أو مهاجمة اشياء نرفضها, ربما كنت تحت تأثير هذه الفترة من الستينيات التى كانت مسارحنا تحظى بالنصوص ذات القيمة العالية لكل من ميخائيل رومان وسعد وهبة ونعمان عاشور ولطفى الخولى وغيرهم. بعد فترة تراجعت تماما عن هذا الهجوم لأننى أدركت أن سمير غانم لا يبغى سوى شيئا واحدا هو اضحاك الجمهور واسعاده. كانت بالفعل سعادة سمير غانم فى أن يرى الجمهور يضحك.. يبتسم. شغله اسعاد الناس.. هذه هى مهنته الأولى التى حرص عليها طوال هذه السنين وحتى الآن.. ينشر النكات طوال الوقت.. سريع البديهة فى هذا الذى ربما وجده فى نفسه ليسخره لاضحاك الجمهور.. إذن مهمته الوحيدة كانت بالفعل هى اسعاد الآخر. كثيرا ما سألنى فى الكواليس عن الجمهور.. ليطمئن أنه نجح فى هذه المهمة الصعبة بل والبالغة الصعوبة وهى اضحاك الجمهور واسعاده. مقدمة طويلة.. أنا أعلم.. ولكن المناسبة تستحق منى أن أقدم سمير غانم كما شاهدته وهى حصوله على الجائزة الأولى فى التمثيل وهى باسم فاتن حمامة من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الذى افتتح هذا الأسبوع بمقره الجديد بقاعة المؤتمرات بالتجمع الخامس. جائزة يستحقها منذ سنوات ولم يسع إليها ولكن فى ظنى أنها هى التى سعت إليه.