انقضى عام 2015 والذى نعتبره إلى حد ما قد اهتم بالمسرح وفيه تمت إضاءة مسارح عديدة وقدمت ايضا عروض كثيرة. إذن هناك انجازات لا يمكن أن نغفلها ولكن أيضا هناك بعض السلبيات التى نتمنى أن نتخلص منها فى العام الجديد.. بالنسبة لمسرح الدولة أى البيت الفنى للمسرح فقد نال اهتماما خاصة بعد افتتاح المسرح القومى الذى ظل مغلقا لعدة سنوات وكان الافتتاح أيضا مقترنا بمسرحية أو أوبريت "ليلة من ألف ليلة" التى كتبها بيرم التونسى ولحنها أحمد صدقى.. ومن خلال هذه الحكاية عاش جمهور المسرح القومى أحد ليالى زمان فى شوارع بغداد فى زمن أعاد إلى الذاكرة هذه الأيام ببساطاتها وحلوها ومرها.. ليلة مسرحية متميزة جذبت جماهير عديدة للمسرح بلغ ما قدموه لهذا العمل مليونى جنيه.. ربما فى أول مرة يحصل عرض فى موسم واحد على هذا الرقم.. وبالطبع كان الرقم نتيجة عودة يحيى الفخرانى للمسرح بما يملكه هذا الفنان العملاق من جماهيرية كبيرة يستحقها. أيضا حفل العام الماضى بافتتاح مسرح السلام الذى ظل مغلقا لمدة طويلة وكان أهم ما عرض ولازال هو مسرحية "غيبوبة" التى عاد بها الفنان الكبير أحمد بدير، صاحب الجماهيرية الكبيرة فى المسرح الخاص. أما باقى المسارح فكان الشباب هو محركها الأول تقريبا.. عديد من الشباب قدموا تجاربهم وبعضها كان متميزا مثل مسرحية "روح".. ولكن معظم عروض مسارح الشباب كانت تجنح للتجريب.. والتجريب فى المسرح مطلوب ولكن ليبدأ الشباب فى عروض تقليدية حتى لا نجد المسارح وقد امتلأت صالاتها بمتفرجين معظمهم إن لم يكن كلهم من أقارب الفنانين على خشبة المسرح . وهناك مسرحيات حقيقية كان الجمهور فيها محدودا للغاية ربما لنفس السبب وهو التجريب.. هذا فى مسرح الدولة.. فماذا عن مسرح القطاع الخاص؟ ربما ما أنعش هذا المسرح هو الفكرة العبقرية لأشرف عبدالباقى من خلال مشروعه تياترو مصر حيث تقدم المسرحيات فى المسارح لجمهور المسرح وبعد ذلك تعرض على شاشة التليفزيون لجمهور المنازل الذى ربما تعيقه المواصلات أو حتى تذاكر المسرح برغم انها مخفضة.. لكن هذا المسرح وإن كنت أرى جمهوره يضحك والآخر يبتسم ولكن الحقيقة أنه يعتمد إلى حد كبير على الإفيهات والنكات وأيضا على الشخصيات كأن تكون ثمة فتاة بدينة للغاية واخرى نحيفة وثالثة طويلة أو قصيرة وهكذا.. وهذه مع بعض الإفيهات قد تجذب الجمهور ولكن ليس هو المسرح المطلوب من المسرح الخاص الذى ربما يقدم ما كان يعرض مسرحنا الخاص منذ سنوات بعيدة.. ومع تقدير فكر اشرف عبدالباقى ومع تقدير ديكورات جيدةى وملابس متميزة لكن ارجو فى العام الحالى الاهتمام اكثر بالنص. وفى القطاع الخاص ايضا كانت تجربة رائعة باسم "1980 وانت طالع" حيث كان ثمن التذكرة 10 جنيهات فقط وكان المسرح يمتلئ عن آخره بل ونجد من يجلس على الأرض ومن يشاهدها وقوفا.. والسبب هنا أن النص جيد برغم فقر الديكور وغيره مما يطلبه المسرح لكن النص جذب من خلال الكوميديا السوداء العديد والعديد من الجماهير . ربما ما اطلبه حاليا قد لا يستجيب له احد وأقصد ماسبيرو بالذات أن يقدم اعلانات مجانية لمسرح الدولة حتى لا نجد مسارح تقدم عروضا جيدة بلا جمهور.. ماسبيرو هو الدولة والبيت الفنى للمسرح هو الدولة فالرجاء مجرد التفكير فى الأمر.