هى واحدة من ألمع نجوم الإخراج فى مصر والوطن العربى، صاحبة حس وطنى وضمير مهنى وأخلاقى رفيع المستوى، أعمالها تشهد على ذلك وتاريخها يؤكد أنها لم تسع يوما للربح المادى على حساب المقومات الأساسية للمجتمع وللأسرة المصرية. إنها رسالة الفن الراقى والتى تجسدت فى الكثير من أعمالها مثل: ضمير أبله حكمت، أم كلثوم، قاسم أمين، الطريق الى إيلات، ومشرفة رجل من هذا الزمان ... إنها المخرجة إنعام محمد على ومعها كان هذا الحوار. .............؟ أخر أعمالى هو مسلسل «مشرفة رجل من هذا الزمان» من حوالى 6 سنوات والذى حصلت من خلاله على عدة جوائز من أكثر من جامعة فى مصر أو فى مسابقات فى الداخل والخارج. .............؟ ليس لى أى علاقة بمسلسل «طلعت حرب» حيث يتم البحث له عن مخرج آخر بعد تأجيلات كثيرة إستمرت عدة سنوات. .............؟ ليس لدى أعمال أخرى فى الوقت الحالى وأقضى وقتى فى القراءة والمشاركة فى الندوات والمؤتمرات والأعمال الخيرية والاجتماعية. .............؟ أنا لم أعتزل ولكن ابتعدت لعدة أسباب ومتغيرات حدثت فى السنوات الأخيرة وتحديدا منذ 2011 .............؟ من هذه المتغيرات دخول أجيال جديدة من الشباب كانوا فى السينما بعضهم نجح وبعضهم كان عبء على الدراما حيث قدم الشكل والإبهار على حساب المضمون واتسمت موضوعاتهم بالجرأة وكسر الأعراف والخروج على تقاليد الأسرة المصرية، وزاد معها العنف والألفاظ الخارجة وأصبحت الدراما بارعة فى إظهار القاذورات دون التخلص منها. .............؟ أيضا هناك متغير آخر خطير وسلبى وهو دور المنتج الخاص الذى يقدم الفن بمنظور تجارى بحت دون البحث عن الرسالة، وأنا لن أقبل المشاركة فى مثل هذه الأعمال أيضا، وهناك تهميش لدور المخرج والمؤلف على حساب النجم الذى أصبح يتحكم فى كل شيئ حتى فى إختيار فريق العمل، وهو شيئ مرفوض أيضا بالنسبة لى. كل هذه الأسباب وغيرها جعلتنى أبتعد ولكن لم أعتزل. .............؟ طبعا أنا مستعدة للعودة فى أى وقت طالما هناك عمل يناسب تاريخى ويقدم رسالة وهدف للمجتمع. .............؟ لن أضحى بتاريخى أو أطلب من أحد المشاركة فى أعمال قادمة إلا إذا توافق ذلك مع ضميرى نحو مجتمعى وبلدى مهما كانت المغريات .............؟ نعم تهميش كبار نجوم الفن والإخراج والتأليف أضر بالدراما المصرية والدليل ما نشاهده فى السنوات الأخيرة من سلبيات غير مسبوقة. .............؟ الفن ليس انعكاسا للواقع، ولكن هو تغليف فى صورة فنية وثقافية وأدبية رائعة تبحث عن إيجاد المعالجات والحلول للنماذج السلبية وتحويلها بشكل فنى متميز الى نماذج إيجابية. .............؟ أنا رئيسة لجنة التقييم الدرامى السنوى فى المجلس القومى للمرأة، وللأسف نبحث فى كل عام عن أعمال ذات مستوى عال ولكن بصعوبة بالغة وبحث مرير نجد عملين أو ثلاثة يستحقوا الجائزة والإشادة من ضمن حوالى 50 عملا دراميا فى السنة وهى نسبة ضعيفة جدا. .............؟ الأعمال ذات القيمة تستمر لسنوات طويلة وتقدم رسالتها للأجيال المختلفة باحترام وتقدير وحتى الآن الجمهور يحدثنى عن مسلسل هى والمستحيل (1979) والذى يتحدث عن محو الأمية وعن (ضمير أبله حكمت) الذى تحدث عن قضية التعليم، وعن قاسم أمين وأم كلثوم والطريق الى إيلات وغيرها من الأعمال التى لاتقدر بثمن وتبحث عن الرسالة والمضمون ولذلك تبقى فى ذاكرة الأمة وأجيالها المختلفة. .............؟ التراجع سببه سيطرة النجم على العمل الدرامى ولذلك هناك نجوم كبار فى السنوات الأخيرة لم يكن لهم وجود فعلى فى التميز رغم مشاركتهم فى عدة أعمال ومن هنا لابد من عودة المؤلف والمخرج ليكونا أساس العمل الفنى. .............؟ آفة الدراما المصرية أنها تحكمها الشللية والعلاقت الشخصية وتلاحظ ذلك فى الكثير من الأعمال فى السنوات الأخيرة وأصبحت الاختيارات خطأ فى خطأ وتتم عن طريق الصداقات وليس عن طريق الأسس المتعارف عليها. .............؟ هناك دور حتمى وأساسى للدراما وهو تطوير المجتمع وتنميته ثقافيا ومعرفيا وسلوكيا وأخلاقيا وعلميا دور الفن بشكل عام مهم جدا إذا تم تقديمه بالصورة المطلوبة وليس كما نراه فى الكثير من الأعمال الفنية الهابطة فى السنوات الأخيرة .............؟ هناك تطوير فى فن الإخراج وهناك أجيال مبشرة، ولكن نصيحتى لهم أن الفن رسالة، وله تأثير كبير على المجتمع حاولوا وحافظوا على هذه الرسالة فهى أساس النجاح والتميز مهما مرت الأيام والسنين.