د. إسماعيل إبراهيم: المعرفة هي سر الوجود, وسر الوجود الأعظم هو اسم الله, وبمعرفة اسماء الله الحسني, تبدأ المعرفة وتنتهي, وإذا ما عرفت وأحطت بها, بدأت طريق الإيمان والهداية, والسير علي طريق الله المستقيم, ولأن الله بصير بالعباد, رءوف رحيم بهم, أراد لهم ان يعرفوا ويتعلموا, حتي يصلوا إلي شاطئ النجاة, وبر الأمان, ومن هنا كانت القراءة وهي وسيلة العلم والمعرفة هي أولي أوامر الله سبحانه وتعالي إلي البشر, فكانت:اقرأ باسم ربك الذي خلق* خلق الإنسان من علق* اقرأ وربك الأكرم* الذي علم بالقلم* علم الإنسان مالم يعلم وحتي قبل أن يهبط آدم إلي الدنيا علمه الله الأسماء, ومن الطبيعي أن يكون في مقدمتها اسماء الله الحسني, وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم علي الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين. قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم. قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم, فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض, وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون. وأسماء الله الحسني, سمي الله بها نفسه في كتبه أو علي لسان أحد من رسله أو إستأثر الله بها في علم الغيب عنده, لا يشبهه ولا يماثله فيها أحد, وهي حسني يراد منها قصر كمال الحسن في أسماء الله لا يعلمها كاملة وافية إلا الله. وقد ورد ذكر أسماء لله وتسميتها بأسماء الله الحسني في القرآن في أربع آيات هي: ولله الأسماء الحسني فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسني ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسني هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسني يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم. وعلي كل مؤمن أن يعرف أسماء الله الحسني, لأنها السبيل لمعرفة الله, ومعرفة الله سبيل للتوكل عليه: قال ابن القيم: فعلم العبد بتفرد الرب تعالي بالضر والنفع, والعطاء, والمنع والخلق, والرزق, والإحياء, والإماتة يثمر له: عبودية التوكل عليه باطنا, ولوازم التوكل وثمراته ظاهرا. وعلمه بسمعه تعالي وبصره, وعلمه أنه لا يخفي عليه مثقال ذرة وأنه يعلم السر, ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور يثمر له: حفظ لسانه وجوارحه, وخطرات قلبه عن كل ما لا يرضي الله. ومعرفة الله سر محبته: قال عبد الرحمن السعدي: إن معرفة الله تعالي تدعو إلي محبته, وخشيته, وخوفه, ورجائه, ومراقبته, وإخلاص العمل له, وهذا هو عين سعادة العبد, ولا سبيل إلي معرفة الله إلا بمعرفة أسمائه الحسني, و التفقه في معانيها, ومعرفة الله أكبر عون علي تدبر كتاب الله: قال عبد العزيز بن ناصر الجليل: إن في تدبر معاني أسماء الله وصفاته أكبر عون علي تدبر كتاب الله تعالي.