تأتى الدورة ال39 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى - من 21 وحتى 30 نوفمبر الحالى - محملة بالكثير من الأسئلة حول مستوى المشاركات العربية وما تعكسه من التباس للمشهد السياسى العربى بكل تعقيداته، وأيضاً عن الدعم الذى يجب أن يتوفر للمهرجان حفاظا على استقلاله واستمراريته. والأهم هو غياب الفيلم المصرى، الأمر الذى بات يعرى الواقع السينمائى المصرى، ويجعل الحاجة لوقفه جادة وحقيقية ماسة، حيث دائما ما يعانى مهرجان القاهرة فى السنوات الماضية من أن الأفلام المصرية أصبحت تفضل مهرجانات أخرى عن القاهرة.. ............................................................... وبعد المحاولات المستميتة والمتواصلة من إدارة المهرجان كانوا ينجحون بالكاد فى الحصول على فيلم أو اثنين، وأحياناً تكون المشاركة دون المستوى ومن باب التمثيل فقط، لأنه فى أحيان كثيرة لم يكن تمثيلا مشرفا. أما هذا العام فلا يوجد أصلا إنتاج سينمائى مصرى تنطبق عليه شروط المسابقة، ويرجع ذلك بنسبة كبيرة إلى أن الإنتاج المصرى فى معظمه هذا العام تطغى عليه الصبغة التجارية، أما الفيلم المتوسط الكلفة الإنتاجية «بلاش تبوسنى» إخراج وتأليف أحمد عامر وبطولة ياسمين رئيس، فإنه ذهب إلى مهرجان دبى والذى من المقرر أن ينطلق فى ديسمبر المقبل. وذلك يجعلنا نتساءل ماذا لو استمر وضع الإنتاج السينمائى على هذا الشكل: سينما تجارية والعديد من التجارب والأعمال السينمائية لكبار المبدعين وشبابهم تبحث عن فرص لتخرج إلى النور. وإلى متى ستظل وعود الحكومات حبرا على ورق، وهل يتوجب على مهرجان القاهرة السينمائى أن يسير على خطى المهرجانات المحيطة فى ضرورة دعم مشروعات سينمائية، وبهذا الشكل تكون أولوية عرضها للمهرجان؟. هذا يعنى أن على إدارة المهرجان أن تفكر بشكل أشمل وتبحث عن سبل تمويلية ودعم فعلى لهذه المشروعات.. والمفارقة أن هذا العام الذى تغيب فيه السينما المصرية عن المشاركة فى المهرجان يشارك فيلمان سوريان بغض النظر عن موقفهما السياسى وأنتجا بدعم من المؤسسة العامة السورية للسينما. أستراليا ضيف شرف المهرجان وبعيدا عن التساؤلات التى تحاصر إدارة المهرجان، عن الضيوف الأجانب ونجوم هوليوود الذين سيحضرون الافتتاح والختام، وما ردت به إدارة المهرجان بأن هناك اتصالات مع آل باتشينو، ولكن الطلبات المبالغ فيها من قبل بعض النجوم، هى ما تجعل إدارة المهرجان تقف عاجزة ، والغريب حقا أن الأسئلة عن النجوم تسبق عادة التساؤلات عن نوعية وحجم المشاركات السينمائية، فى أقسام المهرجان المختلفة.. وهو ما جعل السفير الأسترالى والذى كان حاضرا فى المؤتمر الصحفى للمهرجان يعلق: «إننا فى استراليا لا نسأل عن النجوم، بل نسأل عن الأفلام ونوعيتها ومخرجيها، لأن هذا هو الأهم». تلك هى الرؤية التى نتفق معها تماما فالذى يبقى هو الأفلام وما تعكسه من واقع سياسى واجتماعى . وتصل عدد الأفلام المشاركة فى مسابقات المهرجان المختلفة إلى 175 فيلما من 53 دولة ما بين المسابقة الدولية ومسابقة «آفاق عربية»، و «مهرجان المهرجانات»، واختارت إدارة المهرجان أستراليا لتكون ضيف شرف الدورة ال 39 التى تنطلق الثلاثاء المقبل حيث يقام حفل الافتتاح فى قاعة المنارة. جائزة فاتن حمامة.. وتكريم الراحلين يمنح مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته ال39 جائزة فاتن حمامة لعدد من المبدعين، حيث يكرم المهرجان النجم سمير غانم، ويصدر كتابا عنه، فيما يمنح المهرجان جائزة فاتن حمامة للتميز للفنانة التونسية هند صبرى والفنان ماجد الكدوانى، كما يكرم المهرجان عددا من الراحلين الذين فقدناهم خلال العام، وهم: الناقد الكبير الراحل سمير فريد، والمخرج المصرى محمد كامل القليوبى، والمخرج اللبنانى جان شمعون، والنقاد المصريين: أحمد الحضرى، ومصطفى درويش، وفوزى سليمان، ويعقوب وهبى ومحمد عبد الفتاح، وهى من الأسماء صاحبة الإسهامات الكبيرة فى تاريخ مهرجان القاهرة، والمهرجانات المصرية الأخرى. أفلام هامة عن التطرّف والمشهد السياسى من الأفلام الهامة التى يعرضها مهرجان القاهرة السينمائى فيلم الافتتاح.The Mountain uBetwee وترجع أهمية الفيلم ليس لأنه فقط يحمل اسم النجمة العالمية كيت وينسلت ولكن لأنه أيضا التجربة الإخراجية الأولى فى هوليوود للمخرج الفلسطينى الحاصل على الجولدن جلوب هانى أبو أسعد وهو الفيلم الذى حقق إيرادات فى شباك التذاكر حول العالم وصلت إلى 45 مليون دولار أمريكى، الفيلم من بطولة إدريس ألبا وكيت وينسلت وديرموت مولرونى وبيو بردجيس ولوسيا والترز ووليد زعيتر ولى مجدوب ومارسى تى هاوس وناتاشا بورنت وآندرية جوزيف ومن إخراج المخرج الفلسطينى هانى أبو أسعد, وهناك أيضا فيلم A season in France أو موسم فى فرنسا للمخرج محمد صالح هارون تشاد، وهو واحد من أهم المخرجين الأفارقة ذوى السمعة العالمية ومن بطولة إريك إبوانيى وساندرين بونير، وهو العمل الذى يتناول قصة رجل يدعى عباس يعمل مدرس ثانوى وينتمى لأصول إفريقية، يضطر للهرب من بلاده التى تعانى من ويلات الحرب، ويسافر للعيش فى فرنسا، سوريا تنافس ب «مطر فى حمص» و «طريق النحل» فيلم Rain of Homs أو مطر حمص للمخرج جود سعيد، وهو العمل الذى يروى قصة خيالية تستند لواقع الحرب السورية والمشهد المتأزم والمعقد لمجموعة من الشخصيات تعيش أزمة حمص القديمة، يتناول قصة حب ليلى التى قتل كل أفراد اسرتها فى سوريا فيما عدا شقيقها الأكبر، حيث يجبرا على الهجرة إلى دمشق، وفى تلك الأثناء يختفى حبيبها وتنقطع أخباره فتتعايش مع فكرة فقدانه، فتعطى الفرصة لقلبها ليدق من جديد فتقع فى حب شاب وسيم وشهم، لكنها تقع فى معضلة كبيرة بعد ظهور حبيبها الأول مرة أخرى. سرب حمام أما من الكويت فيأتى فيلم «سرب حمام» من إخراج رمضان خسروه وتدور أحداثه حول ملحمة وطنية جرت أثناء الهجوم البرى لقوات التحالف لتحرير الكويت عام 1991 عندما اكتشفت استخبارات قوات الجيش العراقى مقرا تونس فى الليل فيلم «تونس فى الليل» وهو إنتاج تونسى فرنسى مشترك من إخراج إلياس بكار ومن بطولة رؤوف بن عمر، وآمال الهذيلى، وأميرة شبلى، وحلمى دريدى، ومؤلفه ومن إنتاج محمد على بن حمراء. الفيلم مدته 91 دقيقة وتدور أحداثه بعد أكثر من عقدين من الزمن فى خدمة الإذاعة الوطنية التونسية حيث يستعد يوسف للتقاعد وخلال عرضه الأخير ل «تونس الليل» ينقطع البث.