حتى وقت قريب، كانت الأسعار ترتفع أحيانا بلا مبرر.. إما بحجة ارتفاع أسعار الخامات, والمواد الوسيطة المستوردة من الخارج, بفعل ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، أو لأسباب تتعلق بجشع التجار والممارسات الاحتكارية، أو لضعف الرقابة على الأسواق.. لكن الأسواق تشهد حاليا انخفاضا فى أسعار بعض السلع والدواجن والبيض والشاشات التليفزيونية وغيرها، كما تشهد استقرارا فى أسعار العديد من السلع الأخرى.. سألنا المستهلكين والخبراء عن سر تراجع الأسعار.. وإليكم التفاصيل: وجه الرئيس السيسى أمس الأول بتكثيف إجراءات الرقابة على الأسواق ومنافذ البيع لمكافحة احتكار السلع، والتأكد من عدم المغالاة فى الأسعار لتخفيف الأعباء عن المواطنين. تراجع ملحوظ وكما هو ملحوظ، شهدت أسعار الدواجن انخفاضاً ملحوظا فى البورصة المصرية، ومن ثم انخفضت أسعار الدواجن فى الأسواق ، فيما تراجع سعر كيلو اللحوم البلدية داخل الأسواق المصرية إلى 110 جنيهات مقارنة بالأسعار المرتفعة التى كانت قد وصلت إليها أسعار اللحوم فى مصر فى الفترة الأخيرة ما أدى لانخفاض الطلب على اللحوم الحمراء ، وترتبت على ذلك حالة كبيرة من الركود أصابت سوق اللحوم، إلى جانب انخفاض أسعار شاشات التليفزيون فى السوق المصرية، مع وجود حالة من الركود ، وانخفاض الدولار الأمريكى بشكل نسبى فى الآونة الأخيرة ، فضلا عن انخفاض أسعارها عالميا، وتراجع سعر كرتونة البيض داخل المزارع المصرية إلى حوالى 29 جنيها، بدلا من 31 جنيها. الأمر الذى يؤكده تقرير صدر أخيرا عن الغرف التجارية بشأن حركة أسعار السلع الشهر الماضي، والذى أشار إلى انخفاض أسعار الفاكهة خلال الشهر الماضي. انخفاض الأسعار بالأرقام وفيما يتعلق باللحوم البلدية والمجمدة، كشف التقرير على أن أسعار الدواجن انخفضت بنسبة 6%، كما انخفضت أسعار البيض بنسبة12% للبيض الأحمر والأبيض بالمزارع, وتراجعت اسعار البيض البلدى بنسبة 4% مقارنة بالشهر السابق، كما طال الانخفاض فى الأسعار كلا من أسعار حديد التسليح بنسبة 2%, والأسمنت بحدود 4% مقارنة بالشهر السابق. ومع قدوم فصل الخريف والكلام هنا للدكتور عبدالنبى عبدالمطلب الخبير الاقتصادى ووكيل وزارة التجارة والصناعة للبحوث الاقتصادية- حدث انخفاض واضح فى أسعار بعض السلع بنسب تتراوح بين 5% ونحو 20% فى العديد من السلع المعمرة، والسيارات، والسلع الغذائية، فمثلا- سجلت أسعار الدواجن تراجعا بنسبة تزيد على 28.6% خلال شهرى أكتوبر ونوفمبر لتصل إلى نحو 25 جنيها للكيلو مقابل نحو35 جنيها للكيلو خلال أشهر الصيف الماضى، فيما تراجعت أسعار الأسماك بنسب تراوحت بين 10% الى 22% باختلاف الأنواع والأماكن017، وان كانت أسعار اللحوم لم تنخفض بشكل ملموس، فإنها على الأقل قد استقرت على نفس أسعارها قبل عيد الأضحى، حيث كان هناك تخوف من ارتفاعها بعد عيد الأضحى. وتكشف بيانات أسواق الحبوب العالمية كما يقول الدكتور عبد النبى عبد المطلب- انخفاض أسعار الحبوب، مثل القمح، والذرة، وفول الصويا، وقد انعكس ذلك على الأسعار فى السوق المحلى المصرى، فعلى سبيل المثال انخفض طن السكر بنسبة 35% ليصل إلى 9 آلاف جنيه فى أكتوبر 2017، مقابل نحو 14 ألف جنيه فى ديسمبر 2016، وبذلك انخفض سعر المستهلك ليصل الى 9.5 جنيه للكيلو فى أكتوبر الماضى. البورصات العالمية يضاف إلى تلك العوامل التى ساهمت فى خفض الأسعار، تراجع أسعار الحبوب والسكر والزيوت السلع فى البورصات العالمية قد ساهم بشكل فعال فى تخفيض أسعار هذه السلع ووصولها للمستهلك بأسعار مقبولة، وكذلك انخفاض استهلاك المصريين، حيث أدى تضاعف أسعار السلع والخدمات فى أعقاب سياسة التعويم إلى إجبار عدد كبير من المصريين على ترشيد استهلاكهم، والبحث عن بدائل حتى يتمكنوا من تلبية احتياجاتهم الضرورية. زيادة الاحتياطى النقدى ويأمل المتعاملون فى السوق المصرى كما يقول د. عبدالنبى عبدالمطلب- أن تؤدى زيادة الاحتياطى النقدى لدى البنك المركزى الى تخفيف الضغط على الجنيه المصرى للوصول الى حالة توازن تضمن استقرار الأسعار حتى نهاية يونيو2018 مما قد يشجع البنك المركزى على توسيع حجم عرضه للدولار بما يسهم فى انخفاض سعره، وبالتالى انخفاض العديد من السلع التى يدخل فى تكوينها المكون المستورد، كما يأمل المستهلكون فى وضع خطط مناسبة تضمن الاستقرار فى أسعار الدواء، والغذاء، بعدما بدأت ملامح الاستقرار المالى بعد فترة من تقلب نتيجة قرارات الإصلاح الاقتصادى. «بشكل عام، فإن التقدم الذى أحرزته مصر فى برنامج الإصلاح الاقتصادى وإتمام اتفاق صندوق النقد الدولى بمنح مصر 12 مليار دولار، وتعبئة أرصدة الاحتياطى النقد الأجنبى لمستوى 36 مليار دولار، مؤشرات مهمة تصب فى زيادة ثقة المؤسسات الدولية والمجتمع الاستثمارى العالمى فى مستقبل الاقتصاد المصرى بالتالى استمرار النظرة المستقبلية المستقرة من قبل مؤسسات التصنيف الائتمانى الدولي، بما يشجع على جذب الاستثمار الأجنبي». هكذا فسر لنا الدكتور عادل عامر مدير مركز المصريين للدراسات الاقتصادية والاجتماعية الاسباب الاقتصادية لانخفاض أسعار بعض السلع أخيرا، مشيرا إلى أن الأسعار انخفضت 0.5% عن مستواها قبل عام فى الشهر الماضى لتسجل أول هبوط منذ مطلع القرن الحالى وتراجعت 0.4% عن مستواها فى ديسمبر. وانخفضت أسعار الأغذية والمشروبات 5.2% مقارنة مع مستواها قبل عام فى يناير لأسباب من بينها استقرار الدولار الأمريكى المربوط به بالجنيه. ويرجع ذلك كما يقول د. عادل عامر- لزيادة الاحتياطى النقدى مما ادى الى تقليل الضغط الاستيرادى للسلع وبالتالى تخفيض الفاتورة الاستيرادية للسلع الاستهلاكية للمصريين. [email protected]