أن تشكو بعض القري من مشكلات الصرف الصحي فإن الأمر يبدو اعتياديا أما أن يرتفع مستوي المياه الجوفية نتيجة لطفح المجاري في العديد من قري أسوانو تطفو معها جثث موتي القبور, فهنا الأمر يختلف ونصبح علي شفا أزمة كارثية! وتعيش21 قرية من قري أسوان علي أمل تنفيذ شبكات صرف صحي بها بعد أن تصدعت العشرات من المباني السكنية والحكومية ومباني المستشفيات والمساجد والمدارس ووصل الأمر للقبور! القصة بدأت في منتصف عام2010 حينما تم إدراج21 قرية بأسوان لم تدخلها شبكات الصرف ضمن خطة مشروع البرنامج الانتخابي للرئيس المخلوع وعمت الفرحة القري حيث تم وضع برنامج تنفيذي للمشروع إلا أن الفرحة لم تكتمل, مع قيام ثورة25 يناير حيث توقفت كل المشروعات ووجهت الموازنات للمطالب الفئوية وتبخرت أحلام أهالي القري بأسوان في دخول المجاري لشوارعها وتجدد الحلم عندما التقي رئيس مجلس الوزراء الدكتور كمال الجنزوري مع المحافظ والمجموعة البرلمانية وجددوا المطلب وتلقوا وعودا طيبة. إلا أنه مع الإعلان عن موازنة العام المالي2013/2012 كانت الصدمة أشد وفقا لما يقوله المهندس حامد سالم مدير الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي بأسوان وأضاف أننا طلبنا في الموازنة10 مليارات جنيه لتغطية احتياجات المحافظة وقراها من مياه الشرب وشبكات الصرف الصحي إلا أن المعتمد في الميزانية الجديدة4 مليارات جنيه منها25 مليون جنيه تغطي احتياجات مشروعات الصرف الصحي في4 قري فقط هي الشلال والرديسية والبصيلية والسباعية منها10 ملايين لقرية الشلال وحدها و5 ملايين لكل قرية من القري الثلاث وباقي الاعتمادات موزعة لمشروعات مياه الشرب علي مستوي المحافظة منها30 مليونا لمشروع التخلص من بؤرة التلوث في نهر النيل و7 ملايين جنيه لمشروع مياه الشرب لمدينة الصداقة الجديدة إلي جانب مشروعات محطات المياه لقري وادي كركر والصرف الصحي بمدينة كوم امبو علي وعد أن يتم توفير اعتماد إضافي في يناير القادم إذا كان هناك فائض لتنفيذ الصرف الصحي في قريتين أخريين! العمدة محمد أبوالقاسم من فارس يتساءل إلي متي يتحمل الأهالي بالقري خسائر المياه الجوفية, وقد ارتفعت نتيجة عدم وجود شبكة مجاري بالقرية وغرقت مساحات كبيرة من الأراضي وتعذر زراعتها بعد غرقها بمياه الصرف الصحي والصرف الزراعي وغرقت العشرات من أشجار المانجو ونخيل البلح وتحولت قري مركز كوم امبو ودراو إلي برك تهدد بحدوث كوارث بيئية مع انتشار الأمراض نتيجة لتكاثر الباعوض والذباب, بل إن أعمدة خطوط الضغط العالي أصبحت في خطر. تساؤل آخر: متي يتم توفير اعتمادات مالية لتنفيذ مشروعات الصرف الصحي بقري أسوان؟.