بعد فشل الجانبين الروسى والأمريكى فى التوصل إلى اتفاق حول مباحثات «كاملة» بين الرئيس فلاديمير بوتين، ونظيره الأمريكى دونالد ترامب، اكتفى الرئيسان بتبادل الآراء «وقوفا»، على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادى لدول آسيا والمحيط الهادئ «أبيك»، فى مدينة دانانج الفيتنامية. وصدر عن اللقاء بيان مشترك، كان الجانبان قد توصلا إليه خلال مباحثات تمهيدية جرت بين وزيرى خارجيتى البلدين سيرجى لافروف، وريكس تيلرسون، حول الأزمة السورية، أكدا فيه أنه «لا يوجد حل عسكرى للأزمة السورية»، مع تأكيد ضرورة الالتزام ب«بيان جنيف» الصادر فى 30 سبتمبر 2014، وما تلا ذلك من قرارات، ومنها قرار مجلس الأمن 2254 حول التسوية النهائية للنزاع فى سوريا. كما رحبا ب«بيان الالتزام» فى مفاوضات جنيف، الذى أصدره الرئيس السورى بشار الأسد أخيرا، ويتوافق مع قرارات مجلس الأمن حول الأزمة السورية. أما حول أسباب عدم إجراء مباحثات بين «بوتين» و«ترامب»، فقد أشار قسطنطين كوساتشوف، رئيس لجنة الشئون الخارجية فى مجلس الاتحاد، إلى أنها تتلخص فى «أن ترامب لا يملك إستراتيجية عمل واضحة تجاه روسيا، فضلا عن أنه لا يملك الاستقلال السياسى، وأن أى تصرف من جانبه تجاه روسيا سوف يعود عليه بالكثير من المشكلات»، على حد تأكيده. وقد طالب الرئيسان الدول الأعضاء فى الأممالمتحدة بزيادة إسهامها فى مساعدة سوريا خلال الأشهر المقبلة، مؤكدين ضرورة فتح قنوات اتصال لتفادى الحوادث الخطيرة فى سوريا. واتفقا على أن روسيا والولايات المتحدة ستواصلان العمل معا لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابى حتى تدميره بالكامل. من ناحيته، أكد الرئيس الروسى أن البيان المشترك مع «ترامب» بشأن سوريا مهم للغاية، ويؤكد مبادئ الحرب على الإرهاب. وكشف «بوتين» عن أنه أجرى حوارا طبيعيا مع ترامب، خلال قمة فى فيتنام، حيث وصف الرئيس الأمريكى بأنه متحضر ومثقف ومريح فى التعامل معه.وفى الوقت الذى نقلت فيه «رويترز» عن وكالات أنباء روسية قولها إن «بوتين» و«ترامب» أكدا «الالتزام بسيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها»، لم يصدر أى تعليق من جانب البيت الأبيض بهذا المعنى. واعترف «بوتين» بأن الاجتماع الثنائى المقترح مع «ترامب»، خلال قمة منتدى التعاون الاقتصادى لدول آسيا والمحيط الهادئ «أبيك»، لم يعقد بسبب مشكلات فى ترتيب الموعد من الجانبين، ومشكلات بروتوكولية لم يكشف عنها.