مازالت مشكلة نقص أعداد التمريض بالمستشفيات والوحدات الصحية والطبية بالشرقية تمثل عقبة فى طريق النهوض بالرعاية الصحية بالمحافظة وتلبية احتياجات المستشفيات العامة والمركزية والجامعية، فلم يعد غريبا ان ترى شابا يقوم بتركيب المحلول لوالده أو أخا يتولى الغيار على الجرح لشقيقه وأما تقيس حرارة طفلتها وتمنحها الدواء داخل المستشفى نتيجة عجز التمريض . «الاهرام» من جانبها سعت لتقصى احوال التمريض فى محاولة لتفسير الظاهرة..وتحرى اسباب النقص الحاد فى أعدادهم.. «التمريض فى البلد دى رخيص وحق الممرضات ضايع» بهذه الكلمات بدأت نهلة غريب «ممرضة» وشقيقة الممرضة ولاء غريب شهيدة الواجب التى ضحت بروحها وزميلتها حكمت لانقاذ روح مريضين فى اثناء تواجدهما بغرفة العمليات حينما شب حريق فى رمضان قبل عامين، واستطردت قائلة «احنا الممرضات حقوقنا مهضومة ومفيش حد يدافع عنا والمسئولون فى الصحة والمستشفيات مشغولون بالمناصب وبس ده غير غياب التقدير لعملنا ومجهودنا سواء ماديا أو معنويا والتعامل بطريقة مهينة من الأطباء او المرضي، علشان كدة الإقبال على التمريض قل، والاتجاه اصبح للمهن اللى ربحها ودخلها اكبر». وقال ع .م «ممرض» إن المرتبات أصبحت ضعيفة للغاية مقارنة بحجم العمل والجهد المبذول الذى يتطلب الوقوف والحركة لساعات حيث إننا نقوم فى أوقات كثيرة بدور الطبيب، كذلك الحوافز والبدلات فى الوقت الذى ترتفع فيه الاسعار بشكل رهيب يبتلع اى زيادة ولا نكاد نشعر بها بخلاف المعاملة المهينة . بينما ترى رضا ممرضة، ان مواعيد العمل التى تمتد لفترة طويلة تصل ل12ساعة بالاضافة للنوبتجيات الليلية والتى تستدعى السهر والمبيت بالمستشفى فى مكان غير مناسب او مجهز بمثابة عمل مرهق لايتناسب مع كثيرات وخاصة المتزوجات والامهات منا والملتزمات بواجبات أخرى بمنازلهن حيث لايتوافر لها قدرة الجمع بين العمل ورعاية عائلتها. أما الدكتور محمد البكرى استاذ النساء والتوليد فيشير الى حل بسيط وعاجل تم تجربته بالمستشفيات الخاصة من خلال تأهيل عدد من الخريجات من مدارس التمريض ومنحهن دورات مكثفة على أيدى كبار الممرضات بالمستشفيات. من جانبه قال الدكتور عصام فرحات مدير ادارة الرعاية الحرجة والعاجلة بمديرية الصحة بالشرقية، إنه جارى اجراء حصر شامل بجميع أعداد العاملين بالتمريض بمستشفيات ووحدات الصحة بمختلف الادارات واعادة توزيعهم بشكل عادل، ومنح حوافز مناسبة للترغيب فى النوبتجيات الليلية خاصة بأقسام العناية المركزة مشيرا الى توقيع بروتوكول تعاون بين المحافظة وجامعة الزقازيق ومديرية الصحة لرفع كفاءة أقسام العناية المركزة بمستشفى الجامعة ومستشفيات الصحة كالأحرار والمستشفى العام بالزقازيق. أما الدكتور خالد عبد البارى رئيس جامعة الزقازيق فأكد أنه تم الانتهاء من إعداد خطة للتغلب على مشكلة نقص أعداد التمريض وسد العجز بالمستشفيات وتتضمن زيادة أعداد المقبولين بكلية ومعهد التمريض الى 400% مع تطوير البرامج التعليمية بمايتناسب ومعايير الجودة واحتياجات سوق العمل لتخريج كوادر تمريضية على مستوى عال من الكفاءة والأداء بهدف تكامل الخدمة الطبية.